Page 445 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 445

‫‪445‬‬  ‫نحلإ ‪ 4‬ا !ب!د ا لتا ا إبخ‬  ‫‪،00‬‬

        ‫هو الجهة السياسية الأقوى في تركيا إلى وقت كتابة هذه الحروف ‪ ،‬ليقوم هذا المجلس‬
  ‫السياسي العسكري بحل أي حكومة لا تتناسب مع التوجهات العلمانية للدولة التركية‪.‬‬

       ‫ولكن كما قال (ضبة بن أدٍ المضري)‪" :‬سبق السيف العذًل إ"‪ ،‬فقد تذوق الشعب‬
  ‫التركي المسلم طعم الإسلام بعد سنواتٍ من اضطهاد أتاتورلـوملئِه ‪ ،‬فأي قوة في‬
  ‫الأرض يمكنها أن تعيدهم مرة أخرى إلى العلمانية ؟ فقد خرح من رحم الشعب التركي‬
  ‫المسلم شخصية إسلامية كان لها شرف السبق في إشعال مشكاة الإسلام من جديد في‬
   ‫ظلام تركيا العلمانية ‪ ،‬هذه الشخصية هي شخصية العالم المخترع (نجم الدين أربكان )‬

   ‫جزاه اللّه كل خير‪ ،‬فمن حكم ترؤسه لقسم الاختراعات في إحدى شركات صناعة‬

      ‫الدبابات الألمانية في مدينة "كولون " الألمانية ‪ ،‬كان أربكان متمرسًا على مواجهة‬
   ‫الدبابات وحل المعضلات الحسابية المعقدة ! فأخذ يلاعب العلمانيين بنفس لعبتهم بعد‬

     ‫أن فهم قواعد اللعبة السياسية ‪ ،‬فأنشأ حزبًا سياسيًا دخل من خلاله الانتخابات ليفوز من‬
       ‫أول ظهور له بمقاعد عديدة في البرلمان التركي ‪ ،‬قبل أن يقرر الجيس التركي حل الحزب‬

     ‫بتهمة ‪ -‬ستكرر كثيرًا بعد ذلك ‪" -‬عدم موافقة الحزب للمبادئ الأناتوركية " واتجاهات‬
    ‫أربكان " الرجعية " ! ولكن !ني ا البطل الإسلامي العظيم ‪ -‬كديدن عظماء أمة الإسلام ‪-‬‬
    ‫لم يستسلم البتة ‪ ،‬فقام بمان!ضاء حزبٍ ثانٍ ‪ ،‬وثالث ‪ ،‬وهكذا دواليك حتى استطاع أن يفوز‬
    ‫بالبرلمان التركي سنة ‪ 5991‬م ‪ ،‬ليكون أول حكومة "إسلامية " في تركيا منذ انهيار دولة‬

      ‫الخلافة الراشدة ‪ ،‬ولكن الجيس ممثلًا ب "مجلس الأمن القومي دا قام بإسقاط حكومته‬
    ‫سريعًا بعد أن رفض البطل أربكان تنفيذ ‪ 18‬مطلبًا أهمها إغلاق المدارس الدينية وتدعيم‬
    ‫التعليم العلماني ‪ .‬فأغلق الجيس حزب "الرفاه الإسلامي " الذي كان يرأسه ‪ ،‬ولكن هذا‬

      ‫الصقر التركي وعلى الرغم من كبر سنه ‪ ،‬فإنه لم يستسلم ‪ ،‬فقد أسس حزبًا اخر لا أعرف‬
  ‫بالضبط ترتيبه بين أحزاب أربكان ‪ ،‬هذا الحزب هو حزب "الفضيلة "‪ ،‬فانتصر أربكان مرة‬
 ‫أخرى في انتخابات ‪99‬؟‪ 1‬م‪ ،‬ولكن الجيس ضاق ذرعًا بهذا الكهل الذي لا يمل ولا‬
 ‫يتعب ‪ ،‬فاودعوه في غياهب سجون الأناضول ! ولكن في نفس! الوقت كانت هنالـ‬

‫مجموعة شابة من أفراد الحزب تضيق ذرعًا ليس بالجيس فحسب ‪ ،‬بل في النظام‬
    ‫السياسي ككل‪ ،‬فخرح من عباءة أربكان ثلاثة شباب سيغيرون مجرى التاريخ بعد ذلك‬
   440   441   442   443   444   445   446   447   448   449   450