Page 443 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 443

‫‪443‬‬                                              ‫!نلإ ‪! 14‬لإد ا لقا أ ايخ‬  ‫‪004‬‬

                                                                            ‫من خلال تطرقنا لها في هذا الكتاب تباعًا‪.‬‬
‫وقد ذكرنا كيف عمل "يهود الدونمة " بقيادة اليهودي (كمال أتاتورك ) على تدمير‬

‫‪ 1‬م قام أتاتورك‬  ‫‪ 34!-‬أ هـالموافق أ ‪!3-3-‬يع‬      ‫دولة الخلافة العثمانية ‪ ،‬ففي ‪!7‬ؤ‪-‬رجب‬

‫بإنهاء دولة الخلافة الإسلامية ‪ ،‬هذا التاريخ الأسود هو أول يوم في تاريخ الأرض ينقطع‬
‫فيه خلفاء محمد رسول اللّه ط!ثّو‪ ،‬فقد كان اخر الخلفاء العثمانيين (عبد المجيد الثاني بن‬

  ‫عبد العزيز) رحمه الثه اخر خلفاء الإسلام وهو الخليفة الثاني بعد المائة للمسلمين منذ‬
‫الخليفة الأول (أبي بكر الصديق ) رضي اللّه عنه وأرضا ‪ .0‬وهنا بدأ المجرم أتاتورك بإنهاء‬

‫كل ما هو إسلامي في تركيا‪ ،‬ففصل تركيا فصلًا كاملًا عن كل بلاد العالم الإسلامي ‪ ،‬ثم‬

‫فام بوضع دستور الدولة التركية ‪ ،‬وفيه أكّد بوضوح وصراحة على أن دولة تركيا علمانية‬
‫لا دين لها‪ ،‬وألقى الشريعة الإسلامية ‪ ،‬وصاغ القانون من القانون السويسري والإيطالي‪،‬‬

  ‫وأتبع ذلك بعدة قوانين منعت كل مظهر إسلامي في البلد‪ ،‬كإلغاء الحروف العربية من‬
‫اللغة التركية واستخدام اللاتينية بدلًا منها‪ ،‬بعد أن منع الأذان للصلاة باللغة العربية‬
‫الاحظ أن كل من يحقد على الإسلام يبدأ بالعربية ويحقد بالضرورة على العرب !)‪،‬‬

‫وقام أيضًا بإلغاء منصب شيخ الإسلام ‪ ،‬ومنع الحجاب من المؤسسات الحكومية‬
‫والجامعات والمدارس ‪ ،‬وإغلاق عدد كبير من المساجد‪ ،‬وقتل اكثر من ‪ 015‬عالمًا من‬

‫علماء الإسلام ‪ ،‬وغير ذلك من القوانين والمواقف التي رسّخت العلمانية في تركيا‪.‬‬
‫وبحكم أن مصطفى كمال أتاتورك كان قائدًا من قوّاد الجيس‪ ،‬فإنه أعطى للجيس التركي‬
 ‫ضلاحيات هائلة ‪ ،‬ووضع في بنود الدستور ما يكفل للجيس التدخُّل السافر لحماية‬

‫العلمانية والبُعد عن الإسلام هدفًا في حد ذاته ‪ ،‬بل إن أغلب‬  ‫علمانية الدولة ! وأصبحت‬

 ‫أعضاء حزب "الاتحاد والترقي " ‪ -‬الذين صاروا قادة الجيس التركي ‪ -‬لهم جذور‬
‫يهودية معروفة (يهود الدونمة ) أو انتماءات ماسونية يعرفها الجميع ‪ .‬فسيطر أتاتورك‬

‫والته العسكرية الجبارة على الإعلام والتعليم ‪ ،‬ومن خلالهما غيّروا أفكار الشعب‬

‫التركي تمامًا (أو هكذا اعتقدوا إ) وحوّلوه إلى العلمانية المطلقة ‪ ،‬ولعدة عشرات من‬

‫م ‪ ،‬اعترفت تركيا العلمانية مباشرة بها‪ ،‬فكانت هي‬  ‫السنين ‪ .‬وبعد قيام "إسرائيل" في ‪4891‬‬

‫الدولة الإسلامية الأولى التي تصدر هذا الاعتراف ‪ ،‬قبل أن تلحق بها دولة الفرس‬
   438   439   440   441   442   443   444   445   446   447   448