Page 54 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 54
! 004ل لمحظ!ا 4اهة الاللللا! 54
( )6بعد العثور على غرف التعذيب السرية يتم تحرير المسلمين مع مراعاة عدم
نقلهم من الأقبية حتى غياب الشمس لتجنب إصابة الأسرى بالعمى نتيجة عدم رؤيتهم
للشمس منذ سنين.
( )7يتم نقل الأسرى حملًا إلى السفن الإسلامية العثمانية ،مع مراعاة الحالة البدنية
الفظيعة التي وصلوا إليها ،مع تجنب تعرض جلودهم الهزيلة للتمزق أثناء الحمل.
( )8إخلاء المدينة على وجه السرعة ،مع مراعاة أن لا تستمر العملية منذ الرسو في
الميناء وحتى الإقلاع أكثر من 6ساعات لتجنب الاستباك مع قوات المدد للعدو الاَتية
من المدن المجاورة .
(!) الإبحار تحت جنح الظلام والتمكن من سل حركة العدو البحرية أثناء رحلة
الرجوع ،مع الأخذ بعين الاعتبار أن العودة هذه المرة لن تكون نحو تركيا ،وإنما ستكون
نحو الجزائر من طريق آخر لإسعاف الأسرى بأسرع وقت من جهة ،ولخداع بحرية
العدو من جهة أخرى .
انتهت المهة!
سليم الأول
هل رأيت أو سمعت أو قرأت عن مهمة مستحيلة في تاريخ البشر أصعب من هذه
المهة ؟!
الغريب أن القائد عروج قام بتنفيذ هذه المهمة بنجاح منقطع النظير! والأعجب من
ذلك أنه قام وإخوته بتكرارها مرَات ومرَّات ،فأنقذ أولئك الإخوة الألبان جزاهم اللّه كل
خير عشرات الآلاف من أرواح المسلمين الأندلسيين .فذاع صيت القائد الإسلامي
عروج في بحار الدنيا كلها ،وتناقلت سوارع اوروبا الكاثوليكية قصصًا متناثرة عن بطولة
بحار عثماني يبحر كالشبح المرعب فلا يستطيع أحد صده أبدًا ،أما الأندلسيون
المسلمون فقد أسمَوْه (بابا أروج ) أو (بابا أروتس) أي (الأب عروج ) في لغة الأندلسيين
الأوروبيين ،وذلك من فرط احترامهم وتقديرهم لهذا البطل الذي خلّصهم من ويلات
محاكم التمْتيش ،فحرف الإيطاليون (بابا أروتس ) إلى (بَربَروس ) وتعني بالإيطالية
الرجل صاحب اللحية الحمراء ،ولعل هذا هو سر امتلاك القرصان الذي يظهر في