Page 55 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 55
55 طلإ ! 14لإد ا لنْا (إيف! ،00
أفلامهم لحيةً حمراء!
المهم أن القائد عروش اصطحب معه في جهاده إخوته اسحق وإلياس وخسرف (خير
الدين ) .فاستشهد إلياس رحمه اللّه في جهاده وقام خير الدين بمحاربة الحكام العملاء مع
الصليبيين الإسبان في بلاد الجزائر ،بينما سقط عروج في أسر فرسان القديس يوحنا في جزيرة
"رودس " ،ولكن البطل عروج وبعملية خيالية استطاع أن يحرر نفسه ،ثم قام بالتسلل بحرًا
إلى إيطاليا ،وهناك استولى على سفينة من سفن الجيش الصليبي بعد أن قتل كل من فيها من
الجنود الصليبيين ،ثم أبحر بها وحده من إيطاليا إلى مصر ،فقابل السلطان المملوكي
(الغوري ) رحمه اللّه ،فأهداه الغوري سفينة بعتادها ومجاهديها ،لينطلق بها المجاهد الفذ
عروش إلى الجزائر ليلقى أخاه خير الدين ،ليواصل الأخوان مسيرة الجهاد في سبيل اللّه
بسفنهم القليلة المتواضعة ،وما هي إلا أسهر قليلة حتى أصبح اسم "الأخوان بربروسا" اسمًا
يرعب سفن الصليبيين الغزاة في كل بحار الأرض ،قبل أن يتمكن أحد الخونة من الحكام
الموالين لإسبانيا بفتح أبواب مدينة "تلمسان لما للصليبيين ،ليطلب الإسبان من القائدِ عروج
ومن معه من المجاهدين الاستسلام أو الهرب ،فأبى القائد البطل عروج وجنوده الأتراك
الهروب أو الاستسلام ،وفضلوا أن يلقوا اللّه شهداءً في سبيله ،فقاتل عروج بكل ما تحمله
البسالة من معنى بيد واحدة بعد أن كان قد فقد يده الأولى من قبل وهو يجاهد في سبيل اللّه
لإنقاذ نساء المسلمين وأطفالهم ،فلمِّا علم الإسبان أن القائد عروج هو الذي يقاتل بنفسه،
بعثوا بالإمدادات العسكرية من مدريد لتحاصر هذا البطل من كل اتجاه وهو يقاتل بيد
واحدة وهو ينظر إليهم وقلبه هناك في الجنة حيث ينتظره الشهداء الذين سبقوه ،فأحاط به
الصليبيون بسيوفهم ! كل موضع قبل أن ينهالوا على جسمه بسيوفهم الغادرة تقطيعًا
وتمزيفا ،ليرفع القائد عروج نظره إلى السماء متذكرا ابتسامات الأطفال الأندلسيين الذين
كانوا يبادلونه إياها عندما كان ينقذهم ويعيدهم إلى أحضان أمهاتهم .وبينما الصليبيون
يغرسون سيوفهم في قلبه رفع القائد عروج إصبعه عاليًا وحرك سفتيه وهو يقول :
اللّه رسول أن محم!ا أن لا إله إلا اللّه . . . .وأش!د أشهد
وسقط القائد المجاهد عروج الشيء الذي يدعو للاسمئزاز من عباد الصليب هو أن
الصليبيين لم يكتفوا بقتله وتمؤيقه إربًا إربًا ،بل قام أولنك القراصنة بقطع رأسه ليأخذوها