Page 58 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 58

‫‪ 00‬د هل طظما ‪ 4‬اهة الاللللا!‬                                                ‫‪58‬‬

‫وبعد هذا الانتصار الإسلامي الضخم ‪ ،‬عمَّت حالة من الفزعَ والهلعَ أرجاء الإمارات‬

‫البحرية الإسلامية العثمانية سيدة البحر المتوسط بلا منازع لثلاثة‬  ‫الصليبية ‪ ،‬وأصبحت‬

‫قرون متَّصلة ‪ ،‬ووصل خبر انتصار القائد المجاهد خير الدين بربروسا إلى بلاد المسلمين‬

      ‫في كل مكان ‪ ،‬فعلت صيحات الله أكبر في ماَذن مكة والمدينة والقدس وبومباي ودمشق‬
‫والقاهرة وسمرقند وجميع ديار المسلمين ‪ ،‬وصلى المسلمون هناك صلاة الشكر احتفالًا‬

  ‫بنصر الله المؤزر على يد القائد المجاهد خير الدين بربروسا‪ .‬واستقبل الخليفة العثماني‬
   ‫الشهم بن الشهم سليمان القانوني بن السلطان سليم الأول خبر هذا النصر بالسجود‬

  ‫سكرًا للّه بعد أن أتم ما بدأه والده المجاهد سليم الأول رحمه الله من إنقاذ المسلمين في‬
 ‫الأندلس ‪ ،‬فقام بتعيين خير الدين بربروسا أميرًا عامًا للأساطيل الإسلامية العثمانية‬

                                                                                                      ‫المجاهدة في كل بحار الدنيا‪.‬‬

‫ولم يكتفِ بربروسا بما صنعه من مجد للإسلام في تلك المعركة الخالدة ‪ ،‬فقام‬
  ‫مباسرةً بحملات مكثفة لإنقاذ المسلمين في الأندلس من تعذيب محاكم التفتيش ‪ ،‬فأبحر‬
 ‫في البحر الأبيض المتوسط جيئةً وذهابًا لنقل اللاجئين المسلمين الأندلسيين ‪ ،‬فأنقذ‬

‫وحده ما يزيد عن ‪ 07‬ألف مسلم ومسلمة بمن فيهم من أطفال ونساء وشيوخ ‪ ،‬حتى كان‬
    ‫أهل الأندلس هم من أطلق عليه اسم (خير الدين ) بدلًا من اسمه الحقيقي (خسرف)‬
                                                                                                                        ‫عرفانًا له بالجميل‪.‬‬

   ‫فرحم اللّه القائد خير الدين بربروسا‪ ،‬ورحم اللّه أخاه البطل عروج من قبله ‪ ،‬وجميع‬
 ‫إخوته المجاهدين ‪ ،‬فوالله إن الإخوة بربروسا كانوا نِعم الإخوة ‪ ،‬لم يتنافسوا على تركة‬
‫ورثوها عن أبيهم أو لُعَاعَةٍ مِنَ الدُّنْيَا‪ ،‬بل تنافسوا أيهم يسبق لنصرة الإسلام وإنقاذ‬

‫المسلمين الأبرياء‪ .‬وإن كان هؤلاء الأبطال قراصنةً فاكرم بهم قراصنة ‪ ،‬ولكنهم والثه ما‬

‫قصدوا البحر طمعًا في كنز مدفون في قاع المحيطات ‪ ،‬أو سفينة غارقة في غياهب البحار‪،‬‬
                                            ‫بل قصدوا البحر طمعًا في ما هو أثمن من كل كنوز الدنيا‪ . . . .‬الجنة!‬

‫وبعد ‪ . . .‬كانت هذه سطورًا لأبطالنا المنسيّين ‪ ،‬فلقد ان الأوان لنا أن نزيل الغبار عن‬

‫أبطالنا العظماء ونقدمها لشبابنا‪ ،‬فلقد انتهى الزمان‬  ‫تاريخنا لنخرج منها قصص‬      ‫صفحات‬

‫الدْي كنا نقرأ !يه ما كتبه أعداء الأمة لنا‪ ،‬وجاء زمان نكتب نحن فيه تاريخنا بأنفسنا‪ ،‬وإن‬
   53   54   55   56   57   58   59   60   61   62   63