Page 56 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 56

‫‪ ،00‬هل لمحظ!ا ‪ 4‬اهة الاللللا!‬  ‫‪56‬‬

   ‫معهم ليطوفوا بها في مدن أوروبا الكاثوليكية التي دُقت بها أجراس الكنائس احتفالًا كلما‬
                              ‫مر رأس القائد الكابوس الذي كان يذيقهم ألوان الذل والهوان (بربروسا)‪.‬‬

    ‫ولكن ليس المهم في أمة الإسلام من يحمل الراية ‪ ،‬بل المهم أن تبقى الراية مرفوعة دائمًا!‬
    ‫ففي‪ ،‬كل وقت يسقط فيه بطل من أبطال أمة الإسلام ‪ ،‬يولد في هذه الأمة الولود بطل‬

 ‫جديد! فبعد سقوط القائد عروج برزت على السطح بطولات قائدٍ عظيم في أمة الإسلام ‪،‬‬
   ‫إنه القائد البطل (خير الدين بربروسا) سقيق القائد عروج والذي صمم على الثأر لدم أخيه‬

 ‫المجاهد رحمه اللّه‪ ،‬فجهز سفنه واتجه بها مباشرةً إلى تونس ليدمر السفن الإسبانية هناك ‪،‬‬
  ‫فحرر تونس من الصليبيين وأذنابهم ‪ ،‬ثم توجه بجنوده العثمانيين الأتراك فحرر الجزائر‪،‬‬
  ‫ولم يكتفِ بذلك بل قام باحتلال "جزر البليار" الإسبانية بعد أن دمر الأسطول الإسباني‬

    ‫هناك ‪ .‬ولمّا سمع البابا (بولس الثالث ) في روما بانتصارات هذا القائد المسلم أعلن من‬
     ‫"الفاتيكان " حالة النفير العام في جميع أرجاء أوروبا الكاثوليكية ‪ ،‬فتكوّن تحالف صليبي‬
   ‫ضخم من ‪ 006‬سفينة تحمل نحو ستين ألف جندي ‪ ،‬تحت قيادة قائد بحري أسطوري هو‬
‫أعظم قائد بحري عرفته أوروبا في القرون الوسطى وهو (أندريا دوريا) وذلك لإنهاء‬
   ‫الإسلام كلية في البحر المتوسط ‪ ،‬بينما تألفت القوات العثمانية الإسلامية من ‪ 22‬أ سفينة‬

‫تحمل اثنين وعشرين ألف جندي فقط ‪ 4 .‬من جمادى الأولى ‪ 459‬هـ‪ 28‬من سبتمبر‬

 ‫‪ 1538‬م التقى الأسطولان في معركة "بروزة " ‪ ،‬وبالرغم من تفوق الصليبيين بالعدة والعتاد‪،‬‬
    ‫إلا أن القائد خير الدين بربروسا قائد بحرية المسلمين انتصر انتصارًا كبيرًا‪ ،‬ودمر خير‬

‫الدين بربروسا الأسطول الأوروبي المتحالف تدميرًا كليًّا‪ ،‬فهرب أسطورتهم المزيفة‬
    ‫" أندريا دوريا" من ميدان المعركة التي لم تستمر أكثر من خمس ساعات ‪ ،‬وما ذكرت كتب‬
                                                                                  ‫التاريخ شيئًا عنه بعد تلك الهزيمة المخزية!‬
   51   52   53   54   55   56   57   58   59   60   61