Page 190 - merit 40 apr 2022
P. 190

‫العـدد ‪40‬‬                                   ‫‪188‬‬

                                ‫أبريل ‪٢٠٢2‬‬                             ‫الشكل الحديث من أشكال‬
                                                                      ‫الإنتاج الفني‪ .‬وأظن أن هذا‬
   ‫حقوق الناس‪ .‬ولو صدق‬          ‫هناك من سيشاهده من باب‬                ‫كان المقياس الأول والأخير‬
 ‫هؤلاء لكان عليهم إنتاج فن‬         ‫الفضول أو حتى الحنق‪.‬‬
                                   ‫ولا بأس في هذا أب ًدا‪ .‬من‬                  ‫لصناع هذا الفيلم‪.‬‬
   ‫بديل‪ .‬لكن من الصعب أن‬                                               ‫لكن يبدو أن الضجة التي‬
   ‫تقول إن الفن حرام‪ ،‬وفي‬       ‫حقنا تما ًما أن نرفض أعما ًل‬           ‫أثيرت حول الفيلم قد أتت‬
 ‫نفس الوقت تستخدم الأداة‬          ‫سينمائية نراها لا أخلاقية‬            ‫أُ ُكلها‪ .‬فقد حقق مشاهدات‬
     ‫الحرام لتوصيل فكرتك‬            ‫فيما تطرحه‪ ،‬أو لا تتفق‬             ‫عالية على نتفليكس واحتل‬
  ‫الحلال‪ .‬فها هي بضاعتهم‬           ‫مع رؤانا أو تثير قصة لا‬              ‫المرتبة الأولى خلال شهر‬
 ‫قد ُردت إليهم‪ .‬لكن السينما‬      ‫نجد فيها غايتنا‪ .‬إلا أن هذه‬            ‫يناير ‪ 2022‬في مصر(‪)4‬‬
   ‫ليست منب ًرا للوعظ‪ .‬حتى‬         ‫المرتبة الأولى التي حصل‬
                                    ‫عليها الفيلم تدل على أن‬              ‫والبحرين(‪ )5‬والكويت(‪)6‬‬
     ‫وإن احتوت على أعمال‬                                                   ‫والمغرب(‪ )7‬والأردن(‪)8‬‬
‫يمكن أن يطلق عليها تربوية‬       ‫الجدل الدائر حوله ربما كان‬
                                  ‫من باب مصائب قوم عند‬                   ‫والإمارات(‪ )9‬و ُعمان(‪.)10‬‬
     ‫أو تعليمية(‪ .)11‬يظل هذا‬        ‫قوم فوائد‪ .‬وهذه المرتبة‬           ‫بالتأكيد ليس كل من شاهد‬
  ‫الجنس هو أضعف أشكال‬               ‫قد لا تكون ممثلة لمجمل‬
   ‫الإبداع الفني لأنه مباشر‬      ‫مشاهدات الفيلم‪ ،‬فهي تدل‬                ‫وسيشاهد الفيلم سيفعل‬
   ‫وبليد وضعيف في أشكال‬             ‫فقط على مزاج الشريحة‬               ‫ذلك من باب الإعجاب‪ ،‬بل‬
                                 ‫من المشاهدين المشتركة في‬
     ‫المقارنات والاستعارات‬         ‫خدمة نتفليكس‪ ،‬حيث أن‬         ‫فيلم‬
        ‫والمفاهيم المعقدة(‪.)12‬‬
                                ‫هناك من سيرونه من خلال‬        ‫‪Le jeu‬‬
  ‫ومن أبرز ما ميَّز تعليقات‬                 ‫وسائط أخرى‪.‬‬
    ‫كثير من المعترضين على‬
    ‫الفيلم هو شعورهم بأنه‬           ‫إذن فقد ُترجمت الأزمة‬
   ‫يهدد وجودهم‪ .‬وترددت‬            ‫إلى أرباح‪ .‬وهنا يحضرني‬
 ‫كلمات مثل “أنا رجعي” أو‬           ‫المثل الأمريكي المخضرم‪:‬‬
    ‫“أنا أرفض هكذا تنوير”‬        ‫كل الدعاية هي دعاية جيدة‬
    ‫على ألسنة البعض منهم‪.‬‬
     ‫معتبرين أن التنوير هو‬          ‫‪All publicity is good‬‬
‫بالضرورة دعوة إلى الرذيلة‪.‬‬                      ‫‪.publicity‬‬
‫هؤلاء المعترضون قالوا إنهم‬
   ‫يرفضون التغيير لأن فيه‬       ‫‪ -3‬صورة المجتمع في‬
 ‫هد ًما للقيم المتوارثة والتي‪،‬‬         ‫السينما‬
     ‫بطبيعة الحال‪ ،‬هي سر‬
   ‫سعادة مجتمعنا المصري‬             ‫وكان من حصيلة الآراء‬
                                    ‫المناهضة للفيلم أنه غير‬
       ‫اليوم‪ .‬إلا أن من بين‬
 ‫الموافقين والمعترضين هناك‬            ‫هادف وأنه يقدم قي ًما‬
‫من قال إنه يدور في المجتمع‬              ‫مغايرة لقيم الأسرة‬
 ‫ما هو أسوأ من هذا الفيلم‪.‬‬
 ‫وإن الفيلم قد كشف الغطاء‬         ‫المصرية‪ ،‬دون أن يعترفوا‬
 ‫على عدم قدرتنا على التمييز‬      ‫أن تلك القيم تزول تدريجيًّا‬

   ‫ما بين الخطأ والصواب‪،‬‬              ‫أمام ناظرينا ولا يحل‬
   ‫وأن علينا الاعتراف بأننا‬     ‫محلها سوى قيم الاستغلال‬

                                      ‫والعنف والاعتداء على‬
   185   186   187   188   189   190   191   192   193   194   195