Page 239 - ميريت الثقافية العدد 30- يونيو 2021
P. 239

‫في جميع‬
                                                                                   ‫الفراغات‬
                                                                            ‫الداخلية لمسجد‬
                                                                              ‫أبي الحجاج ؛‬
                                                                             ‫يمكنك أن ترى‬
                                                                              ‫‏أعمدة‏‏وأعتا ‏ب‬
                                                                            ‫‏ونقوش‏ مشابهة‬
                                                                                 ‫تماما لتلك‬
                                                                                ‫الموجودة في‬
                                                                               ‫معبد الأقصر‬

 ‫ثلاث طوابق‪ :‬الأول مربع الشكل‬         ‫الطراز المعماري للمسجد‬                ‫إلى مقره الأخير في ال ُأقصر‪ .‬بعد‬
    ‫مق َّوى ومدعم بأعمدة خشبية‬                                              ‫وفات‏ه؛ قام ابنه الشيخ أحمد نجم‬
   ‫(مدامي ‏ك)‪ ،‬أما الطابقين الثاني‬      ‫رغم كونه مسج ًدا ُسنيًّا أيوبيًّا‪،‬‬  ‫بتشييد مسجد في موضع الزاوية‬
   ‫والثالث فلهما شكل أسطواني‬              ‫ُشيِّد خصي ًصا لمواجهة الفكر‬       ‫التي كان والده قد اتخذها مكا ًنا‬
                                           ‫الشيعي في صعيد مصر؛ إلا‬
‫يليه القمة التي تأخذ شكل نصف‬               ‫أنه يشبه في طرازه المعماري‬         ‫للخلوة والعبادة وإلقاء دروس‬
  ‫كروي وتوجد بها مجموعة من‬                                                    ‫الوعظ والتعليم‪ .‬آنذاك لم يدرك‬
     ‫النوافذ والفتحات‪ .‬وتلك من‏‬          ‫المساجد الفاطمية القديمة‪ .‬فهو‬       ‫الابن البار أنه ُيشيّد مسج ًدا على‬
                                      ‫عبارة عن مساحة صغيرة مربعة‪،‬‬           ‫أعمدة معب ٍد فرعون ٍّي تأسس قبل‬
‫‏سما ‏ت‏مآذ ‏ن‏صعي‏د مصر القديمة‬                                               ‫‪ 1400‬سنة من الميلاد؛ لعبادة‬
 ‫‏التي‏‏بني ‏ت‏ف‏ي‏العصرين‏‏الفاطمي‏‬      ‫مغطاة بسقف خشبي‪ ،‬ويعلو‬             ‫آمون رع وزوجته موت وابنهما‬
                                           ‫المسجد شريط من الشرفات‬
      ‫‏والأيوب ‏ي‪ ،‬لذلك فهي تشبه‬         ‫المبنية بالطوب الأحمر‪ .‬ويخلو‬            ‫خونسو‪ .‬كانت أطلال المعبد‬
  ‫مآذن مصر القديمة ذات الطراز‬          ‫من الزخارف الهندسية والنباتية‬        ‫مردومة بالكامل تحت أطنان من‬
                                         ‫واللوحات الخطية المعروفة في‬         ‫الرمل والطين قبل اكتشاف ذلك‬
     ‫الفاطمي‪ ،‬مثل مئذنة مسجد‬             ‫العمارة الإسلامية‪ .‬وفي الجهة‬
     ‫قوص‪ ،‬ومئذنة مسجد إسنا‪،‬‬               ‫الشمالية الشرقية تبرز مئذنة‬           ‫الجزء من المعبد‪ .‬ولهذا يظهر‬
  ‫وكذلك مئذنة مسجد الجيوشي‬            ‫الجامع القديمة‪ .‬وهي مئذنة مبنية‬         ‫مسجد أبي الحجاج مرتف ًعا عن‬
 ‫بالقاهرة‪ .‬وهي من أقدم مكونات‬           ‫بالطوب اللبن يبلغ ارتفاعها ‪14‬‬        ‫أرضية المعبد أكثر من ‪ 10‬أمتار‪.‬‬
     ‫المسجد الحالية‪ ،‬إذ ترجع إلى‬       ‫مت ًرا و‪ 15‬سنتيمت ًرا‪ .‬وتتكون من‬      ‫وهذا هو سبب تسميته بالمسجد‬
‫عصر أبي الحجاج نفسه‪،‬‏أم‏ا بناء‬
    ‫‏المسج‏د‏الحالي فه‏و‏غي‏ر‏أثر ‏ي‬                                                                ‫المُعلّق‪.‬‬
   234   235   236   237   238   239   240   241   242   243   244