Page 242 - ميريت الثقافية العدد 30- يونيو 2021
P. 242
العـدد 30 240
يونيو ٢٠٢1 في وحدة معمارية وتاريخية
وحضارية رائعة .يسمع السواح
مئذنة مسجد أبي الحجاج الجديدة تبزغ خلف الصرح الأول المؤدي لمدخل صوت المؤذن يصدح من مأذنة
المعبد بين تمثالين ضخمين للملك رمسيس الثاني تخترق معبد الأقصر الفرعوني،
مئذنتا المسجد ..القديمة إلى اليسار والجديدة إلى اليمين وفي أقصى اليسار بينما أعينهم عالقة بمشاهد
يظهر جزء من مباني معبد الأقصر مسيحية منقوشة على أطلال
كنيسة تعود للعصر الروماني
ُبنيت في أحد أروقة المعبد.
في هذه الرقعة الصغيرة من
أرض طيبة «الأقصر»؛ اجتمعت
الحضارات الفرعونية والمسيحية
والإسلامية شاهدة على تسامح
المصريين واحتضانهم للحضارات
المختلفة .تلك اللحظة المكثفة
للتاريخ والزمان والمكان لن
تعيشها إلا عندما تشاهد مسجد
أبي الحجاج ال ُأقصري في حضن
معبد الأقصر؛ وتحدق في مآذن
المسجد وهي تزاحم السماء
إلى جوار المسلة الفرعونية.
وإن لم تصدق عيناك ما رأته
بالخارج؛ عليك بزيارة المسجد من
الداخل لترى كيف تملأ النقوش
الفرعونية كل مكان ،حتى إ ّن
المحراب تنتشر حوله الجداريات
الفرعونية ،وكيف يرتفع جدار
مسجد ليكمل جدار كنيسة؛
وكيف تزاحم أعمدة المسجد
أعمدة معبد الأقصر المزينة
بالرسومات الفرعونية!! إنه مثال
على تراكم الحضارات الإنسانية
وامتزاج الديانات المتعددة على
أرض مصر ..ودليل على الزخم
الحضاري والتاريخي الذي لا
يمكن أن يوجد فوق أي أرض
غيرها؛ وشاهد على أنها بحق ام
الدنيا!