Page 247 - ميريت الثقافية العدد 30- يونيو 2021
P. 247

‫‪245‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫رأى‬

  ‫بداياتها صغيرة وفتية في رقعة‬          ‫هنا‪ ،‬هو ما ورد في كتاب الأستاذ‬           ‫أو حتى العقلانية‪ -‬القانونية‬
                                             ‫«عبد الإله بلقزيز» الموسوم‬        ‫من ممارسة ال ّسلطة‪ .‬فهو يرى‬
   ‫جغرافية متواضعة‪ ،‬قامت على‬               ‫بـ»الإسلام والسياسة‪ :‬دور‬           ‫أ ّن الكاريزما تنه ُض على مقدر ٍة‬
                                            ‫الحركة الإسلامية في صوغ‬            ‫فائقة للعادة يتمتّ ُع بها نبي أو‬
   ‫ثلاثة أسس كما بيّنها الأستاذ‬                                                 ‫حكيم أو حتى محارب‪ ،‬يمتل ُك‬
‫عبد الإله بلقزيز‪ ،‬في نفس ال ِكتاب‪:‬‬        ‫المجال السياس ّي»‪« :‬تمتّع النبي‬     ‫خصا ًل فائقة للطبيعة‪ .‬على ِذكر‬
                                       ‫(ص) بكاريزما سياسية قوية منذ‬
  ‫«أو ًل شخصية ُمؤ ِّسسها النّبي‬                                                 ‫النّبي هنا باعتباره شخصية‬
 ‫مح ّمد (ص)‪ ،‬ثانيًا اعتماد أدوات‬          ‫بدأت الخطوات الأولى لمشروع‬             ‫قيادية‪ ،‬إذ لا سبيل للمرء أن‬
‫السياسة في ممارسة السلطة‪ ،‬ثم‬              ‫دولته عقب الهجرة الى المدينة‪،‬‬      ‫يتجاهل أ ّن شخصية النبي مح ّمد‬
                                                                                 ‫لها إسهام جوهري في تقديم‬
 ‫الانفتاح على نو ٍع ما من التداول‬            ‫وخا ّص ًة بعد وقع ِة الخندق‪.‬‬      ‫دولة حقيقية للعرب‪ ،‬لأ ّول مرة‬
  ‫على الحكم»(‪ .)9‬نفهم من هنا أ ّن‬         ‫وليس من ش ٍّك أ ّن هالت ُه كقائد‬    ‫في تاريخهم‪ ،‬حيث أخرجهم من‬
‫كاريزما النّبي مح ّمد كان لها دور‬           ‫سياسي ُت ْعزى إلى كفاءته في‬          ‫تلك البيئة الغارقة في التقاليد‬
 ‫ف ّعال في بناء دولة المسلمين‪ ،‬فلو‬      ‫إدارة السلطة‪ ،‬ونسج التحالفات‪،‬‬         ‫ال َق َبليّة‪ ،‬والضعيفة التثا ُقف‪ ،‬وأن‬
‫افتقد هذه السمة لعجز عن تشييد‬           ‫وإتقان الهجوم‪ ،‬بل حتى التراجع‬         ‫يحولهم من قبائل (رابطة ال ّدم)‬
                                        ‫الإيجابي (على نحو ما حصل في‬            ‫إلى أ ّمة‪ ،‬وما زاد تأكيد ما قلت ُه‬
     ‫دول ٍة كانت تجاو ًزا راديكاليًّا‬     ‫ال ُحديبيّة)»(‪ .)8‬هذه الدولة التي‬
   ‫لنظام القبيلة‪ ،‬وتع ّد أي ًضا أكبر‬     ‫شيّدها الرسول‪ ،‬والتي كانت في‬

        ‫التوا ٍء في تاريخ الإسلام‬

                                                                         ‫الهوامش‪:‬‬

                ‫‪ -1‬عبد الله العروي‪ ،‬من ديوان السياسة‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،2010 ،‬ص‪.16‬‬
                                                                                       ‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.16‬‬
                                                                                       ‫‪ -3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.16‬‬

                                  ‫‪ -4‬البيروقراطية والكاريزما‪ :‬فلسفة فيبر التاريخية‪ ،‬ترجمة‪ :‬سيرين الحاج حسن‪:‬‬
‫‪https://hekmah.org/‬‬

     ‫‪ -5‬ماكس فيبر‪ ،‬العلم والسياسة بوصفهما حرفة‪ ،‬ترجمة‪ :‬جورج كتورة‪ ،‬المن ّظمة العربية للترجمة‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة‬
                                                                                        ‫الأولى‪ ،2011 ،‬ص‪.266‬‬

                                                      ‫‪ -6‬العلم والسياسة بوصفهما حرفة‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.266‬‬
                                                                                     ‫‪ -7‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.266‬‬

                ‫‪ -8‬عبد الإله بلقزيز‪ ،‬الإسلام والسياسة‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الأولى‪ ،2001 ،‬ص‪.37‬‬
                                                                                      ‫‪ -9‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.37‬‬

                                        ‫لائحة المصادر والمراجع المعتمدة في البحث‪:‬‬

                                           ‫ـ الحاج حسن‪ ،‬سيرين‪ .‬البيروقراطية والكاريزما‪ :‬فلسفة فيبر التاريخية‪:‬‬
‫‪https://hekmah.org/‬‬

                        ‫ـ العروي‪ ،‬عبد الله‪ .‬من ديوان السياسة‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الثانية‪.2010 ،‬‬
                         ‫ـ بلقزيز‪ ،‬عبد الإله‪ .‬الإسلام والسياسة‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الأولى‪.2001 ،‬‬
‫ـ فيبر‪ ،‬ماكس‪ .‬العلم والسياسة بوصفهما ِحرفة‪ ،‬ترجمة‪ :‬جورج كتورة‪ ،‬المن ّظمة العربية للترجمة‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الأولى‪،‬‬

                                                                                                        ‫‪.2011‬‬
   242   243   244   245   246   247   248   249   250   251   252