Page 234 - ميريت الثقافية العدد 30- يونيو 2021
P. 234

‫العـدد ‪30‬‬                             ‫‪232‬‬

                                   ‫يونيو ‪٢٠٢1‬‬

      ‫مشروعك الإبداعي؟‬              ‫استفدت كثي ًرا من هذه الرحلات‬         ‫وأنزل في بلدة لا أعرفها‪ ،‬أشارك‬
                                         ‫في فهم طبيعة الفن وطبيعة‬           ‫الناس في أفراحهم وأتراحهم؛‬
   ‫تعودت منذ البداية أن أستسلم‬                                             ‫لو هناك فرح أو زفة أشاركهم‬
‫تما ًما بكل جوارحي للكتابة‪ ،‬عندما‬     ‫العادات والتقاليد بصورة أدق‬             ‫الغناء والرقص أحيا ًنا‪ ..‬ولو‬
                                   ‫وأكثر صد ًقا مما تنقله لنا الدراما‪.‬‬      ‫هناك عزاء أواسيهم وهكذا في‬
   ‫ما تتملكني فكرة قصيدة‪ ،‬دون‬                                                ‫أي مناسبة‪ .‬خلال هذا الوقت‬
 ‫أن أناقش محتواها ولا لغتها ولا‬       ‫الاقتراب من الناس في مختلف‬           ‫أكون قد تعرفت على شخصين‬
                                   ‫البلدات والتفاعل معهم فتح أمامي‬           ‫أو ثلاثة؛ فطبيعة هذه القرى‬
   ‫أي شيء إلا بعد أن تنتهي‪ .‬أما‬
   ‫علاقتي بالفصحى فقد انقطعت‬         ‫أف ًقا مختل ًفا تما ًما‪ ،‬وتعرفت من‬  ‫تجعلهم يعرفون الغريب بسهولة‪،‬‬
   ‫فترة طويلة ج ًّدا بعد أن اتجهت‬    ‫خلال تلك الرحلات على الأرض‬               ‫والفضول يجعلهم يسألون‬
 ‫للعامية التي كانت هي اختياري‪،‬‬      ‫التي نعيش عليها وحدودها‪ ،‬وقد‬
                                      ‫تسرب ذلك في إحدى قصائدي‬              ‫ليتعرفوا بي وكنت أجيبهم‪ ،‬ثم‬
      ‫وبعد سنوات طويلة مررت‬          ‫«حد فيكوا راح آخرها أو عرف‬           ‫أبدأ في استكشاف كل شيء عن‬
‫بتجربة هي التي أعادتني للتصالح‬                                            ‫هذه القرية‪ :‬طبيعة ما يزرعونه‪..‬‬
                                        ‫أولها فين؟»‪ ..‬كنت أتمنى أن‬
                  ‫مع الفصحى‪.‬‬       ‫أعرف أولها وآخرها لذلك اخترت‬               ‫الأغاني التي يرددونها‪ ..‬من‬
                                                                              ‫بالقرية يكتب شع ًرا وهكذا‪.‬‬
 ‫مارست اللعبة المسرحية‬                  ‫أن أرتحل في أرجائها كثي ًرا‪.‬‬      ‫من بين تلك الجولات أتذكر أني‬
  ‫بأكثر من دور بداية من‬                  ‫خلال تلك الرحلات التقيت‬          ‫تعرفت بشاعر من «أبو حمص»‬
 ‫الكتابة وانتهاء بالتمثيل‬                ‫بشخصيات كثيرة موهوبة‬             ‫اتصور أنه شاعر عظيم سمعني‬
                                      ‫في مجالات متنوعة‪ ،‬في الشعر‬            ‫قصيدة له بعنوان «شهرزاد»‪،‬‬
      ‫والإخراج (الجماجم‬            ‫والقصة والرواية والتشكيل‪ ،‬حتى‬          ‫ومن خلاله تعرفت على مجموعة‬
   ‫الفاسدة‪ -‬كروان الفن‪-‬‬               ‫في شغل اليد‪ ،‬ومن الصعب أن‬                ‫أخرى من الشعراء بالقرى‬
    ‫تحت الحصار‪ -‬ماكبك‬                 ‫أسرد أسماءهم حتى لا يسقط‬              ‫المجاورة وصارت بيننا علاقة‬
                                                                          ‫كبيرة‪ ،‬حتى أننا كنا نلتقي كثي ًرا‬
         ‫بالكاف‪ -‬الحصى‬                                ‫اسم أحدهم‪.‬‬          ‫كلما جئت مشار ًكا في مؤتمر أو‬
    ‫والدوائر) معتم ًدا على‬
                                     ‫إلى أي حد خدم التوازي‬                        ‫ندوة بالقرب من بلدته‪.‬‬
      ‫الرمز والمونودراما‪.‬‬             ‫بين العامية والفصحى‬
    ‫ما الذي أعاق توظيف‬
  ‫معارفك التي‬

      ‫اكتسبتها‬
    ‫من جولاتك‬

     ‫مسرح ًّيا؟‬

   ‫هناك دائ ًما فارق‬
 ‫بين ما نتمناه وبين‬
‫ما نستطيع تحقيقه‪،‬‬

     ‫خاصة إذا كان‬
   ‫ذلك مرتبط بعمل‬

           ‫جماعي‪.‬‬
 ‫تقريبا كل ما أردت‬
  ‫تحقيقه لم يتحقق‬
   229   230   231   232   233   234   235   236   237   238   239