Page 233 - ميريت الثقافية العدد 30- يونيو 2021
P. 233
231 ثقافات وفنون
حوار
قمت بتلك الرحلات في بداية التعبير بالمساحة واللون أقرب،
الثمانينيات .وكان ذلك يتم أحيا ًنا خاصة أن الشعر بالنسبة لي في
كتحرك جماعي بصحبة مجموعة المرحلة الأخيرة صار مشتب ًكا في
من أصدقائي الشعراء بعي ًدا عن حالة جدل مع الثوابت ومحاولة
زلزلتها .كما أن مشروعي الأكبر
أي مؤسسة ،فيما عدا بعض والأهم في الشعر وليس في الرسم.
الدعوات من الثقافة الجماهيرية
أو الجامعات .وكثي ًرا ما قمت بتلك كيف جاءت أولى تجاربك
الرحلات منفر ًدا ،وكنت أجد متعة في كتابة شعر العامية؟
خاصة في الاختلاط بالناس من
مختلف البيئات والأقاليم ،وكنت قصيدة «عطشجي القطر» هي أول
أي ًضا أهتم بالتسجيل في جلسات قصيدة أكتبها بالعامية؛ قبلها كنت
السامر وأتعرف على الزجالين
والمنشدين الذين كانت براعتهم في قد بدأت كتابة الشعر الرسمي
الذي يطلق عليه الفصحى بشكله
الحكي والارتجال تبهرني.
استفدت من ذلك فيما بعد في الكلاسيكي العمودي.
الشعر والمسرح وربما الجانب بدأت قصيدة «عطشجي القطر»
الغنائي ..أحيا ًنا يطلب مني كتابة بحلم دونته فور استيقاظي من
تتر مسلسل يدور في منطقة ما النوم بكل تفاصيله ،لم أضف إليه
بلهجة معينة فأجد نفسي قد إلا بعض الأسماء ،حتى المكان
تلبست الحالة التي كنت عليها الذي دارت فيه القصيدة هو بيت
حين زرت هذا المكان ،وتتتابع في صديقي حسين الذي كان والده
ذاكرتي المفردات الملتصقة بثقافته يعمل بالسكة الحديد ،وكانت لهم
مساكن موازية لشريط القطار
وطبيعته. بحلوان ،وكنت أتردد عليه كثي ًرا،
فقد كان بيتهم صغي ًرا ولطي ًفا
ماذا تذكر عن تلك
الرحلات بعد مرور تلك وأمامه تكعيبة عنب خضراء..
وكانت تلك هي أجواء أول قصيدة
السنوات؟ وهل تتذكر
أسماء بعينها لأصحاب صنعت علاقتي بالعامية.
المواهب الابداعية ممن
اكتشفتهم في رحلاتك؟ القطار ورحلات السفر
مجهولة الهدف دعمت
مارست هذه الرحلات لمدة عشر معرفتك بمصر؛ أهلها
سنوات كنت أحمل شنطة أطلقت وقراها وفولكلورها.
عليها «غرفة المعيشة» ،فيها كل هل شعرت بأثرها على
شيء يساعد الإنسان أن يعيش إبداعك؟ وفي أي اتجاه كان
يومين أو ثلاثة حتى لو لم يتوافر أكثر وضوحا ،الشعر أم
السكن. الرسم أم المسرح؟
كنت أركب القطار من باب الحديد