Page 231 - ميريت الثقافية العدد 30- يونيو 2021
P. 231
229 ثقافات وفنون
حوار
سيد درويش شاكر عبد الحميد بيرم التونسي العامية فيما عدا بيرم التونسي
الذي كانت دواوينه متوافرة
محدود. الأوسع من الشعب ،لذا فهو معني بمكتبة والدي ،وكان محبًّا له
الرافد الثاني أننا لم نكن معنيين بالتوصيل وبالرسالة ،لكن المشكلة
كيف يصبح اختيا ًرا فنيًّا؟ كان هذا وتربطهما علاقة شخصية ،خاصة
بالنشر بقدر ما كنا مهتمين سؤا ًل كبي ًرا وكنت معنيًّا بالإجابة أن الوالد كانت له محاولات
بالبحث عن الشعر في كل مكان،
لذلك طفنا بمحافظات مصر كلها عليه. في الكتابة وأدها زواجه المبكر
وإنجابه خمسة أبناء.
تقريبًا ،وكان ذلك راف ًدا مه ًّما المناخ العام الذي أظل
للإبداع والتفاعل المباشر. جيل الثمانينيات مع أتذكر في بداية الثمانينيات عندما
صعوبة النشر والتواصل التقيت في دار المعارف بمجموعة
وصفك الشاعر عبد الفتاح مع الجمهور؛ هل أضاف
مصطفى خلال لقاء إذاعي لخصوصية تجربتك؟ من الأصدقاء وفاجأني أحد
الحضور بتعبيره عن اعتقاده بأني
في مستهل رحلتك مع بالفعل كانت هناك عقبات كثيرة متأثر بفؤاد حداد ،وبقدر ما كانت
الشعر قائ ًل« :هذا شاعر واجهها جيل الثمانينيات ،لكن كان
هناك رافدان مهمان ميَّ َزا تجارب تلك الفكرة تبدو جميلة ومرضية
رأسه كلها عيون» ،في لكنها كانت مزعجة بالنسبة لي
إشارة لقدرتك على التقاط هذا الجيل ،أولها استلهام تجربة لأني كنت أرغب في أن يكون لي
طباعة الماستر التي ابتكرها شعراء صوتي الخاص.
التفاصيل ووصفها في وعندما عرف أني لم أقرأ شيئا
إطارها الدرامي المشهدي. السبعينات الذين لم ينشغلوا
هل تركت موهبتك الفنية بالطباعة في المؤسسات الرسمية للشاعر الكبير اصطحبني وأصر
بصمة واضحة على إبداعك أن يهديني الأعمال الكاملة لحداد
وابتكروا وسائلهم الخاصة
الشعري؟ للنشر ،حتى وإن كان على نطاق واعتبره عربون صداقة بيننا.
كانت تلك الواقعة بداية التعرف
على عالم فؤاد حداد ،أخذت بعد
ذلك أقرأ لكبار شعراء العامية:
جاهين وحجاب والأبنودي
وفؤاد قاعود وزين العابدين فؤاد
ومحمد سيف وسمير عبد الباقي،
مجدي نجيب ،عبد الرحيم منصور
وغيرهم.
كان تواجدي في ذلك الزمن وسط
تلك الكوكبة عبئًا إضافيًّا خاصة
أن لد َّي مشرو ًعا شعر ًّيا كنت
أحاول أن يكون مغاي ًرا .حاولت أن
أبتعد عن العالم الذي انطلق منه
جيل الرواد لأنهم بالفعل طرقوا
كل الأبواب.
حاولت قدر الإمكان فتح آفاق
جديدة لشعر العامية .وكان
اختيار العامية بالأساس اختيا ًرا
أيديولوجيًّا كانحياز للطبقة