Page 228 - ميريت الثقافية العدد 30- يونيو 2021
P. 228

‫العـدد ‪30‬‬                         ‫‪226‬‬

                                   ‫يونيو ‪٢٠٢1‬‬

    ‫بالمواقف المبدئية سواء تجاه‬        ‫قمر جديد‪ /‬شباك قديم‪ /‬من‬         ‫حين تقرأ قصيدة أو تستمع‬
‫القضايا العامة أو القضايا الفنية‪،‬‬  ‫ابتسامة ضرفتينه تطرح المواعيد‪/‬‬
                                                                           ‫لأغنية كتب كلماتها الشاعر‬
    ‫فهو من بين نخبة نادرة من‬           ‫ومن عبوسهم تنهج الأشواق‬         ‫إبراهيم عبد الفتاح قد تحتاج أن‬
    ‫الشعراء لا يزال الهم العربي‬       ‫وتصهلل الألغاز‪ /‬يا ضرفتين‬        ‫تتوقف لحظة لتسأل نفسك عن‬
   ‫همها الشخصي‪« :‬كان في علم‬          ‫عزاز‪ /‬تتفرقوا نتلاقى‪ /‬تتلاقوا‬     ‫مفردات تلك القصيدة هل تنتمي‬
   ‫أخضر بحجم الكف‪ /‬بيحاول‬                                              ‫للعامية أم للفصحى؛ فالقاموس‬
‫يرفرف على طرف بلكونة‪ /‬كأنه‬                               ‫نتفرق‪.»..‬‬    ‫الذي ينتقي منه كلماته يقف على‬
    ‫طفل يتيم لا له بلد ولا أهل‪/‬‬      ‫يلبي صاحب «شباك قديم» نداء‬         ‫الحافة بينهما‪ ..‬لكنك لن تخطئ‬
  ‫أعلام أوروبا وأمريكا تلاقيهم‬                                         ‫أب ًدا في كشف شخصية الشاعر‬
 ‫سهل‪ /‬ع السيارات والدراجات‬             ‫الشعر في أي صورة جاءه‪ ،‬لا‬       ‫التي تتجلى بين سطور قصائده‬
   ‫والشبابيك والوشوش‪ /‬الكل‬           ‫يهتم بالشكل قدر اهتمامه بجدة‬     ‫وتعبيراته المبتكرة التي تنبش في‬
 ‫بيغني وبيشجع‪ /‬ألماني برازيلي‬                                          ‫عمق الكلمة حتى تطلق أسرارها‬
   ‫من كل الملل عادي‪ /‬بس انت‬            ‫ما يكتبه وفرادته وقدرته على‬
   ‫لو فكرت تبقى أشجع وتقول‬                                 ‫التعبير‪.‬‬       ‫وتكشف عن علاقات جديدة‬
                                                                                ‫ومعا ٍن لا تخطر ببال‪.‬‬
                                   ‫مثل عصفور صغير يود لو يعرف‬
                                        ‫أين تخبئ الأشجار معاطفها‬     ‫وربما لا تترك لك القصيدة فرصة‬
                                                         ‫الخضراء‬        ‫للتساؤل حين تأخذك من يدك‬
                                                  ‫كلما جاء الخريف‬      ‫وتدخلك عالمها لتجد أنك صرت‬
                                        ‫ومثل نيزك لفظه الفضاء ولا‬      ‫جز ًءا منها‪ ،‬مسحو ًرا بمشاهدها‬
                                                  ‫ترحب به الأرض‬
                                       ‫أطعمتني الصخور معادنها في‬     ‫المتتابعة وصورها المبتكرة المكثفة‪.‬‬
                                                          ‫طفولتي‬       ‫«شباك قديم‪ /‬مفتوح كأنه وش‬
                                            ‫تقول الشهب‪ :‬لا قلب له‬       ‫البهلوان‪ /‬مقفول كأنه جدار‪/‬‬
                                       ‫وتتهامس النجوم‪ :‬قلبه حديد‬          ‫النار بتحل في بدني حين ما‬
                                                                        ‫بتحلي‪ /‬وتطلي من ورا القزاز‪/‬‬
                                    ‫وأنا مثل فراشة إذا مسني شعاع‬
                                                 ‫من الشمس أذوب‬

                                      ‫ارتبط اسم ابراهيم عبد الفتاح‬

                  ‫إبراهيم عبد الفتاح‪:‬‬

‫نقاد العامية يستخدمون أدوات مستعارة‬
‫من نقد الفصحى ‪ ..‬التي هي مستعارة من‬

                       ‫ثقافات أخرى!!‬
   223   224   225   226   227   228   229   230   231   232   233