Page 223 - ميريت الثقافية العدد 30- يونيو 2021
P. 223
الملف الثقـافي 2 2 1
التراثي العقيم بالاعتبار بما أن مجتمعنا أصبح آفة مصريتنا النسيان
والتصحيح ،ومحاولة
فكر ًّيا ومجتمعيًّا منتميًا لكل دعاء عبد النبي
التقدم وخلق مسار حياتي ما هو بدوي خالص؛ إذن
تقدمي يتواءم مع اللحظة،
فمصريتنا أصبحت في خبر
ويتطلب التطوير ،أما كان ،فالمقدمات دائ ًما لا بد
مجتمعنا فقد اختار طواعية أن تؤدي إلى نتائج ،ولكن
ليس شر ًطا أن تكون تلك
التماهي والانصهار في النتائج ُمرضية حتى وإن
الماضي السحيق .ربما كانت مقبولة من الغالبية
يكون هذا الاندماج بطريقة
غير واعية ولا إرادية ،لكنه المجتمعية.
في النهاية ُمت َحقق وملموس. -المقدمات :شعب تنازل
كل هذه المقدمات أدت
إلى نتائج مفزعة نعيش طواعية عن ثقافته
تفاصيلها يوميًّا ،تستنزف وحضارته ،هذه الحضارة
أعمارنا وتحرمنا حق التي تعني الوجود المُ َت َحقق
بإنجازات معرفية وعملية
ممارسة الحياة. موثقة يشهد عليها الزمن
نحن الآن نحيا في مجتمع
والتاريخ ،أبهرت العالم
مفكك إنسانيًّا ،متواضع وأخذ يبحث فيها عن أسرار
فكر ًّيا ،متحرش لفظيًّا
وسلوكيًّا ،ي َّدعي التدين الكون وأصل الهندسة
والعلوم ،لكن مجتمعنا
طيلة الوقت ،ولكنه يأتي المصون تبرأ وتنكر لحضارة
بأفعال ُتثبت دائ ًما العكس. الأجداد ،وتبني ثقافة دخيلة
إن كان ما سبق هو منحنى تأسست على مفاهيم التعدي
من مناحي الادعاءات على والسيطرة ،تاريخها كله
مجتمع الفضيلة الغائبة ،فما مبني على المرويات ،وما قيل
عن قال ،فترك ما تشهد
هي الأدلة والبراهين؟ بسموه العين وبرقيه العقل،
إننا بنظرة تأملية في التراث واعتمد ثرثرة «عن عن».
وليس المقصود هنا التقليل
المُ َعن َعن الذي تم تقديمه أو التهوين من شأن الغير،
على امتداد السنين بصفته فالاحترام واجب لكل إنسان
الحق الذي لا يأتيه الباطل في كل وقت وحين ،ولكنها
من بين يديه ولا من خلفه، قراءة في واقع فرض نفسه
وصرنا نحن عبيده الذين منذ زمن قديم وكان لزا ًما
لا أمل لنا في التحرر منه على اللاحقين أن يكون لهم
إلا إذا كان لنا معه مساءلة عين النقد ،وبصيرة التأمل.
بعقل ناضج جريء يسعى وعلى الرغم من ذلك ،تجب
إلى الخلاص لعله يستطيع الإشادة إلى محاولة الآخرين
الذين كانوا منشأ هذا الفكر
لملمة شتات إنسانيته
المُهدرة.
المجتمع المصري الآن ما هو