Page 218 - ميريت الثقافية العدد 30- يونيو 2021
P. 218
العـدد 30 216
يونيو ٢٠٢1 أسماء عبد العزيز
يتم الكشف عنه مصادفة، تزامن الاحتفال بيوم عن الآثار السلبية للتحرش بالنساء والأطفال وسبل معالجتها
سواء بفيديو أو كاميرا لماذا تصمت الضحية؟
مراقبة منزلي ،أو كاميرا المرأة العالمي ( )8مارس،
مع انتشار فيديو «واقعة»
هاتف محمول ،بجانب أن
أكثر الأعمال عن ًفا هي التي تحرش على نطاق واسع
تأخذ مركز الصدارة عادة، يوثق جريمة اعتداء على فتاة
وحتى قانونيًّا ما زال تحديد
مصطلح التحرش الجنسي صغيرة بضاحية المعادي،
وخلال ساعات لاحقة تم
به الكثير من الغموض الكشف عن اعتداء منزلي
المفاهيمي ،وبالتالي يم ّكن على طبيبة بحجة الشك في
من فتح ثغرات والحد من سلوكها ،فقد اقتحم صاحب
إدانة الجاني .في ظل كل عقار وزوجته شقتها ليتطور
ذلك ليس من المستغرب ألا
تشكو النساء من تجربة الاعتداء إلى إلقائها من
ليس لها اسم محدد ،أو شرفة مسكنها ،ولم نفق إلا
تفتقر إلى مصطلح للتعبير لنفاجأ بعد ساعات بتوثيق
عنها ،فالتحرش الجنسي لا فتاة لحظات تحرش بها في
يوصف حرفيًّا ،مما جعله (المترو) ،استطاعت من خلال
هاتفها المحمول تصوير شاب
عا ًّما وملتب ًسا ،ويتعذر كشف عن عورته أمامها ليبدأ
الوصول إليه اجتماعيًّا. «تريند» آخر وموجة أخرى
وسواء كان موج ًها إلى من الأمواج المتلاطمة ما بين
الأطفال أو النساء فإن
التحرش الجنسي في مصر أصوات تنادي بضرورة
هو جزء من مشكلة أكبر إدانة الجاني وسرعة القبض
للعنف الاجتماعي الذي يتم عليه ،وأصوات ترى ضرورة
التسامح معه ،فعلى مدى
عقود ُطلب من الضحايا «الستر» وأصوات أخرى.
تحمل التحرش «بصمت» كان الإبلاغ عن التحرش
الجنسي في مصر -ولا
بد ًل من المخاطرة بما يزال -معركة شاقة ،بالنظر
يعتبره المجتمع نزعة مقلقة إلى الطريقة غير المُرضية
التي يتعامل بها المجتمع
لدى العائلات للتحدث مع المفهوم ذاته ،وتطبيع
بشأنه ،أو سماع تفاصيله، ممارسات مثل «المعاكسة»،
الآن بدأ تيار مجتمعي في «التل ّفظ»« ،القرص»،
تح ّدي ثقافة الصمت التي «اللمس»« ،النكتة البذيئة» ،بل
تحيط بمثل هذا النوع من واتجاهات لوم الضحية التي
الجرائم ،فالصمت أو النظر
تضطر إلى اللجوء للصمت
في الاتجاه المعاكس يع ّد لتجنب الإيذاء النفسي،
تهدي ًدا للمجتمع ويشجع على
انتهاكات أكثر تجاه الأطفال هذا التهميش موجود لأن
«ال ُفحش الذكوري» غير مادي
وغير ملموس ،بمعنى أنه