Page 216 - ميريت الثقافية العدد 30- يونيو 2021
P. 216

‫العـدد ‪30‬‬         ‫‪214‬‬

                                                               ‫يونيو ‪٢٠٢1‬‬        ‫والممارسات الجنسية‪.‬‬
                                                                                 ‫وكل ألوان العلاج التي‬
   ‫الـ(‪ )18‬سنة على التقدير‬          ‫مقاومة أي تف ٍّش للظاهرة‬                  ‫يقترحها العلم لمرض الميل‬
      ‫الصحيح‪ ،‬وليس (‪)9‬‬            ‫في ظل الإحجام عن نقد هذا‬                 ‫الجنسي للأطفال «بيدوفيليا»‬
                                   ‫التراث بطريقة فعالة‪ ،‬ومن‬                   ‫غير ممكنة في ظل التقنين‬
  ‫سنوات‪ ،‬وأن هذه الرواية‬                                                     ‫الديني والثقافي للممارسات‬
     ‫التى أخرجها البخارى‬             ‫دون التعامل مع المزاعم‬                 ‫الجنسية معهم‪ ،‬وهو التقنين‬
    ‫ببساطة رواية “فاسدة‬          ‫الدينية التي تربط الاستغلال‬                   ‫الذي تقدمه كتب الحديث‬
                                  ‫الجنسي للأطفال بالشريعة‬                     ‫والتراث والفقه الإسلامي‬
‫النص ومرتابة السند‪ ،‬لأنها‬                                                  ‫بوفرة للأسف الشديد‪ ،‬وربما‬
     ‫تخالف الشرع والعقل‬              ‫الإلهية وبالسنة النبوية‪،‬‬                  ‫لن يكون بوسع مجتمعنا‬
     ‫والأحاديث الصحيحة‬              ‫يجب أن ندرك أننا نعيش‬
                                  ‫في مجتمع يربط الاستغلال‬
  ‫والعرف والذوق والعادة‪،‬‬             ‫الجنسي للأطفال بالدين‬
  ‫كما تخالف بشدة قصوى‬
‫الخط الزمنى لأحداث البعثة‬             ‫وهديه وسننه وأحكامه‬
  ‫النبوية‪ ،‬فلا يجب أن ُن ِج َّل‬        ‫وأوامره‪ ،‬ومن ثم فهو‬
  ‫البخارى ومسلم أكثر مما‬           ‫مجتمع عاجز عن مواجهة‬
  ‫نجل الرسول الكريم‪ ،‬فلنا‬          ‫المشكلة من المنظور العلمي‬
   ‫أن نقبل ما رفضوه وأن‬          ‫بوصفها نتيجة مرض يتطلب‬
 ‫نرفض ما قبلوه‪ ،‬فالإسلام‬              ‫العلاج والتقويم بشكل‬
                                      ‫معرفي وثقافي وسلوكي‬
     ‫ليس حك ًرا على الفقهاء‬       ‫واجتماعي‪ ،‬وقد يكون غياب‬
 ‫والمحدثين ولا على زمانهم‬        ‫هذا الإدراك وراء صدمة الأم‬
                                   ‫الشديدة في واقعة المعادي‪،‬‬
    ‫فقط‪ ،‬لذا فإننا نستطيع‬         ‫وقد يكون غيابه أي ًضا وراء‬
  ‫وبكل أريحية أن نستدرك‬               ‫انفصال وعي الكثيرين‬
‫على كل كتب الحديث والفقه‬          ‫المتعلق بخطورة هذا المرض‬
   ‫والسيرة والتفسير‪ ،‬وأن‬              ‫وانتشاره‪ ،‬وخطورة أن‬
 ‫ننقدها ونرفض الكثير مما‬             ‫تكون الثقافة الدينية هي‬
‫جاء بها من أوهام وخرافات‬             ‫بؤرة انطلاقه وانتشاره‪.‬‬
   ‫لا تنتهى‪ ،‬فهذه الكتب فى‬
‫النهاية محض تراث بشرى‬            ‫زواج السيدة عائشة‬

     ‫لا يجب ولا ينبغى أن‬               ‫في سنة ‪ 2008‬حاول‬
 ‫يصبغ بالقدسية أو الإلهية‬            ‫الباحث «إسلام بحيري»‬
 ‫أب ًدا‪ ،‬فنحن وأهل التراث فى‬         ‫أن يشكك في زواج النبي‬
  ‫البشرية على درج ٍة سواء‪،‬‬
                                       ‫من السيدة عائشة في‬
     ‫لا يفضل أحدنا الآخر‪،‬‬           ‫سنة ‪ 9‬سنوات من خلال‬
  ‫فصواب أعمالهم لأنفسهم‬              ‫دراسة دقيقة في الأخبار‬

      ‫والأخطاء تقع علينا»‪.‬‬            ‫والمرويات التي توردها‬
  ‫الفقرة السابقة من دراسة‬        ‫المصادر الإسلامية‪ ،‬وتوصل‬

     ‫«بحيري» تلقي ضو ًءا‬              ‫إلى أن‪« :‬السيدة عائشة‬
 ‫كاش ًفا على الطبيعة الدينية‬          ‫تزوجت الرسول بعمر‬
 ‫للمشكلة‪ ،‬فنحن في مواجهة‬
‫أخبار تؤكد على أن الممارسة‬

      ‫الجنسية مع الأطفال‬

                                 ‫والدة طفلة المعادي‬
   211   212   213   214   215   216   217   218   219   220   221