Page 214 - ميريت الثقافية العدد 30- يونيو 2021
P. 214

‫العـدد ‪30‬‬          ‫‪212‬‬

                                                              ‫يونيو ‪٢٠٢1‬‬  ‫في الواقع ليس لدي إجابة على‬
                                                                          ‫هذه الأسئلة التي يستحيل أن‬
 ‫الحادث رجل مقتدر يعمل‬          ‫المتحرش الجبان لفضحه عبر‬                  ‫يوجهها عاقل إلى الأم المكلومة‬
   ‫في وظيفة لائقة ويسكن‬          ‫مواقع التواصل الاجتماعي‪.‬‬                 ‫المرتعبة لما تعرضت له طفلتها‬
                                                                            ‫بنت السبع سنوات‪ ،‬ولو أنه‬
‫حيًّا راقيًا‪ .‬ثاني تلك الأقنعة‬      ‫تلك السيدة ضربت مث ًل‬                 ‫يظل من المدهش ‪-‬في نظري‪-‬‬
  ‫المزيفة أن التحرش سببه‬            ‫عظي ًما في شجاعة المرأة‪،‬‬              ‫أن الأم ‪-‬مثل كثير من أمهاتنا‬
    ‫المرأة نفسها‪ ،‬ملابسها‬        ‫وإصرارها على تحدي ثقافة‬
     ‫وزينتها وقدرتها على‬          ‫استباحة الإناث‪ ،‬ومواجهة‬                    ‫المصريات اليوم‪ -‬لم تصب‬
 ‫إطلاق الذئب الجائع الذي‬           ‫الهوس الجنسي المرضي‬                     ‫بالرعب على مصير ابنتها من‬
  ‫يكمن تحت جلد كل رجل‬              ‫الذي وصل إلى حد تقنين‬                  ‫قبل تلك اللحظة التي تعرضت‬
  ‫(كما يفترض المبررون)‪،‬‬           ‫التحرش الذي ضرب عقل‬                      ‫فيها لحادث التحرش البشع‪.‬‬
 ‫وكنا على موعد في الحادث‬        ‫ووجدان مجتمعنا لدرجة أنه‬
  ‫المحزن مع تحرش بطفلة‬           ‫لم يرحم طفلة صغيرة بنت‬                    ‫ما هي البيدوفيليا؟!‬
  ‫غلبانة بنت سبع سنوات‪،‬‬          ‫سبع سنين‪ .‬في حكاية طفلة‬
     ‫كما كنا على موعد في‬         ‫المعادي المخجلة سقطت كل‬                    ‫بطلة حادث التحرش بطفلة‬
 ‫عشرات الحوادث السابقة‬             ‫الأقنعة المخجلة عن وجوه‬                   ‫المعادي هي عاملة في معمل‬
      ‫مع تحرش بمنقبات‬            ‫هؤلاء الذين يبررون ظاهرة‬                  ‫للتحاليل الطبية تصادف أنها‬
                                     ‫التحرش‪ ،‬ويعطون لهذا‬                     ‫كانت موجودة وقت وقوع‬
‫ومحجبات‪ ،‬بل ولا يستطيع‬              ‫الفعل الهمجي والبربري‬                 ‫الحادث وتراقب مدخل البناية‬
   ‫المبررون للتحرش بهذه‬         ‫«قانو ًنا» يمكنه من خلاله أن‬              ‫من خلال كاميرات المعمل‪ ،‬تلك‬
                                                                          ‫السيدة الشجاعة تحركت فو ًرا‬
 ‫الطريقة أن يبرروا انتشار‬                ‫يستمر ويستفحل‪.‬‬                      ‫لانقاذ الفتاة‪ ،‬وتحركت بعد‬
 ‫التحرش بالنساء والفتيات‬           ‫أول الأقنعة التي يسقطها‬                  ‫هروب الصغيرة المروعة ثم‬
                                    ‫الحادث هو أن الحرمان‬
    ‫غير المرئيات عن طريق‬         ‫الجنسي بسبب الفقر سبب‬
       ‫الموبايلات ووسائل‬           ‫التحرش بينما المعتدي في‬

    ‫التواصل! ولم يتبق في‬
  ‫جعبة من يبررون ظاهرة‬
  ‫التحرش مع حادث طفلة‬
 ‫المعادي سوى مبرر واحد‬
 ‫هو «البيدوفيليا» أو مرض‬
 ‫الولع أو الاعتداء الجنسي‬

             ‫على الأطفال‪.‬‬
   ‫بيدوفيليا (بالإنجليزية‪:‬‬

      ‫‪Pedophilia‬‏) يعني‬
   ‫استغلال الطفل لإرضاء‬
   ‫الرغبات الجنسية لبالغ‪،‬‬
   ‫وتعريضه لأي نشاط أو‬
  ‫سلوك جنسي بالملامسة‪،‬‬
  ‫والسن القانوني الفاصل‬
‫المعتبر في غالبية دول العالم‬
 ‫أن يكون ضحية التحرش‬
 ‫أو الاعتداء الجنسي تحت‬

     ‫‪ 18‬سنة‪ ،‬فكل شخص‬
   209   210   211   212   213   214   215   216   217   218   219