Page 209 - ميريت الثقافية العدد 30- يونيو 2021
P. 209

‫‪207‬‬          ‫الملف الثقـافي‬

‫هيلين دويتش‬  ‫فرجينيا وولف‬     ‫سوزان موللر‬                      ‫المستنيرة والتي انعكست‬
                                                              ‫على السينما بشكل واضح‪،‬‬
 ‫حينًا وإجحاف وتشويه في‬       ‫شعب من الهامشيين يحيون‬         ‫ووضع المرأة بلا شك‪ ،‬حيث‬
      ‫أحايين أخرى كثيرة‪.‬‬         ‫بعقلية هجينة غير أصيلة‪،‬‬     ‫انفتحت الأنساق الاجتماعية‬
                                 ‫وأضاف ستونكست بع ًدا‬         ‫والسياسية وخرجت المرأة‬
   ‫فبالرغم من أن أول فيلم‬                                  ‫وصوتها للحياة بشكل واسع‪.‬‬
     ‫روائي مصري طويل‪،‬‬         ‫نفسيًّا‪ ،‬فالمهمشون مترددون‪،‬‬   ‫ويشرح رؤوف توفيق بجلاء‬
    ‫أنتجته وقامت ببطولته‬          ‫يفتقدون الثقة في النفس‪،‬‬
                                                                 ‫وضع المرأة في السينما‬
‫الرائدة المصرية عزيزة أمير‬    ‫راديكاليون‪ ،‬خائفون‪ ،‬تملؤهم‬      ‫لسنوات طويلة‪ ،‬حيث يرى‬
‫‪ 1927‬والذي يؤرخ به لميلاد‬     ‫الريبة والحذر تجاه الأخرين‪،‬‬     ‫أن الرجل ظل لفترة طويلة‬
                                                            ‫بؤرة الاهتمام في موضوعات‬
 ‫السينما المصرية وكمنتوج‬        ‫يتأرجحون بين بيئة ثقافية‬     ‫الأفلام‪ ،‬هو صاحب القضية‬
‫فني قومي بامتياز‪ ،‬استدعي‬       ‫عميقة من العادات والتقاليد‬
                                ‫يحتمون بها بشكل جماعي‬           ‫ومحرك الأحداث‪ ،‬والذي‬
     ‫مصافحة طلعت حرب‬          ‫وبين حتمية التغير والتطوير‪.‬‬  ‫تتحدد المسائل بقراره الخاص‪،‬‬
  ‫الاقتصادي الكبير لعزيزة‬
                                    ‫ولأن المرأة هي الطرف‬      ‫أما المرأة فهي الحقيبة التي‬
      ‫أمير وهو يثمن عملها‬     ‫الأضعف دائ ًما في المجتمعات‬   ‫يمسكها بيده‪ ،‬أو العبء الذي‬
    ‫ويصفه بأنه عمل يعجز‬                                     ‫يحمله فوق كتفه‪ ،‬أو الوسادة‬
   ‫أن يأتيه الرجال‪ ،‬وبرغم‬        ‫التي تحكمها ثقافة الفقر‪،‬‬
  ‫‪-‬أي ًضا‪ -‬من امتلاء الواقع‬      ‫وهو المصطلح الذي دشنه‬            ‫التي يلجأ إليها للراحة‬
   ‫المصري آنذاك بالحركات‬       ‫أوسكار لويس‪ ،‬فإن الخوف‬          ‫والترفيه‪ ،‬الرجل دائ ًما في‬
   ‫الوطنية المناهضة لوضع‬      ‫والبراجماتية وأغلال العادات‬    ‫الأفلام هو جوهر الموضوع‪،‬‬
   ‫المرأة المتدني‪ ،‬والاعتراف‬                                ‫أما المراة فهي الدمية الجميلة‬
  ‫بمشاركتها في ثورة ‪1919‬‬          ‫والتقاليد أكثر ما تصيب‬     ‫التي تخفف من حدة التوتر‪،‬‬
‫التي أهدتنا هويتنا الوطنية‪،‬‬    ‫سهامها المسمومة هي المرأة‪،‬‬       ‫والتي تقف على الهامش‪،‬‬
    ‫والفخر بأن أول خمس‬                                      ‫هامش الفيلم‪ ،‬وهامش الحياة‬
                                   ‫وهو ما تبادلته السينما‬
                                   ‫مع المجتمع من إنصاف‬                          ‫أي ًضا‪.‬‬
                                                                 ‫ولأننا نعيش في مجتمع‬
                                                              ‫أغلب نسيجه من المهمشين‬
                                                                 ‫توصي ًفا ودلالة‪ ،‬ما بين‬
                                                            ‫مهمش اقتصاد ًّيا أو اجتماعيًّا‬
                                                            ‫أو سياسيًّا‪ ،‬وكما يري كارل‬
                                                                ‫ماركس أن المهمش الذي‬
                                                             ‫تحكمه ثقافة الفقر والخوف‬
                                                               ‫لا يثور أب ًدا على أي وضع‬
                                                               ‫مهما بلغ عواره‪ ،‬وإن كان‬
                                                              ‫يسهل تعبئته‪ ،‬وأنه تحكمه‬
                                                               ‫تقاليد الزيف والسلبية بل‬

                                                                    ‫والبراجماتية أي ًضا‪.‬‬
                                                             ‫ويري (بارك) أن المجتمعات‬
                                                            ‫التي يشكل قوامها الأساسي‬
   204   205   206   207   208   209   210   211   212   213   214