Page 204 - ميريت الثقافية العدد 30- يونيو 2021
P. 204

‫العـدد ‪30‬‬                                                             ‫‪202‬‬

                                ‫يونيو ‪٢٠٢1‬‬                                                    ‫د‪.‬ثناء هاشم‬

     ‫في مكون النساء النفسي‬      ‫في كل حادثة محلية أو عالمية‬    ‫كيف تعلمت المرأة أن تخرس قواها؟‬
  ‫والعقلي‪ ،‬يحمين بها أنفسهن‬
‫وتتواطأ عليها كافة المجتمعات‪،‬‬    ‫تنطوي على تمييز أو عنف أو‬
   ‫مما زاد وضع المرأة تعقي ًدا‬    ‫تهميش للمرأة كإنسان أو ًل‬
 ‫وقل ًقا‪ ،‬وصخرة تتحطم عليها‬     ‫وكنوع ثانيًا‪ ،‬يتعين علينا نحن‬
  ‫كافة محاولات المرأة الحثيثة‬   ‫النساء أمرين حتميين‪ ،‬أولهما‬
 ‫لنيل حقوقها وحل مشكلاتها‬
                                    ‫أن ُنخرج الملاك المغروس‬
         ‫الأزلية من جذورها‪.‬‬         ‫في دواخلنا‪ ،‬على حد تعبير‬
      ‫ولعله جدير بالذكر قبل‬        ‫الكاتبة البريطانية فرجينيا‬
  ‫الخوض في أزماتنا النسوية‬           ‫وولف‪ ،‬والذي تزعم أنها‬
      ‫الحديثة أن نشير إلى أن‬       ‫تحررت يوم أن قتلته‪ ،‬ذلك‬
    ‫الحركات النسوية والفكر‬        ‫الملاك الذي يجعلنا عاطفيات‬
  ‫النسوي بدأ في أواخر القرن‬         ‫بدرجة كبيرة‪ ،‬مضحيات‪،‬‬
   ‫التاسع عشر‪ ،‬فيما تبلورت‬        ‫متفهمات‪ ،‬وغير أنانيات على‬
      ‫هذه الحركات في القرن‬          ‫الإطلاق‪ ،‬ومتسامحات مع‬
    ‫العشرين‪ ،‬وقد تصاعد المد‬     ‫البيت والمجتمع والحياة بكافة‬
  ‫النسوي في فترة الستينيات‬       ‫تقلباتها‪ ،‬نضحي بأنفسنا كل‬
 ‫وبالتحديد بعد الحرب العالمية‬      ‫يوم من أجل سلامة الحياة‬
      ‫الثانية‪ ،‬وظهرت كاتبات‬
 ‫أشبه بمناضلات فيما يخص‬                       ‫وصيرورتها‪.‬‬
    ‫قضايا التمييز بين الرجل‬        ‫وتل ِّمح وولف بجلاء إلى أن‬
  ‫والمرأة‪ ،‬وبلورة الوعي بهذه‬      ‫النساء دو ًما لا يحق لهن أن‬
  ‫القضايا وتوضيح خطورتها‬        ‫يبدين آرائهن بصراحة وحرية‬
 ‫على المجتمع كافة وليس المرأة‬    ‫في أي رواية أو حكاية تتعلق‬
 ‫وحدها‪ ،‬كسيمون دي بوفوار‬            ‫بتلك الموضوعات الشائكة‬
    ‫ولوسي جلبرت وسوزان‬            ‫كحرية النساء‪ ،‬حتى لو كن‬
      ‫براونميلر وبولا ويستر‬        ‫بطلات هذه الحكايات‪ ،‬لأن‬
       ‫وماري دالي وغيرهن‪.‬‬          ‫رأيهن في هذه الموضوعات‬
      ‫وبعد سنوات حثيثة من‬         ‫يدينه المجتمع باعتباره ‪-‬في‬
 ‫النضال الصعب في مجتمعات‬          ‫أغلب الأحيان‪ -‬من مسببات‬
  ‫مغلقة ومحافظة وحتي التي‬        ‫الفتنة‪ ،‬بل الأحرى أن يتحدث‬
    ‫تبدو متحررة منها‪ ،‬أعلنت‬         ‫عنها الرجال‪ ،‬ويمتد الأمر‬
   ‫الأمم المتحدة التي تأسست‬         ‫إلى حساسية هذا المجتمع‬
 ‫عام ‪ ،1945‬أن عام ‪ 1975‬هو‬          ‫تجاه الآراء التي تعبر عنها‬
   ‫عام دولي للمرأة حتى ُتبذل‬       ‫النساء تجاه كافة العلاقات‬
  ‫في جميع أنحاء العالم جهود‬        ‫بين البشر وحول الأخلاق‬
   ‫جديدة من أجل الكفاح ضد‬          ‫بمفهومها الواسع والجنس‬
 ‫ضروب التفرقة التي تقاسي‬        ‫بشكل خاص‪ ،‬بل يحملهن على‬
                                  ‫الكذب والتلفيق كلما تحدثن‬
                 ‫منها المراة‪.‬‬    ‫فيها‪ ،‬حتى باتت هذه الطبيعة‬
                                  ‫التلفيقية خصيصة أساسية‬
   199   200   201   202   203   204   205   206   207   208   209