Page 201 - ميريت الثقافية العدد 30- يونيو 2021
P. 201

‫الملف الثقـافي ‪1 9 9‬‬

     ‫كتاب شعبي من الأدب‬                            ‫وإنا ًثا‪.‬‬             ‫َط َّما ُعو َن َول َا ِس ِّكي ُرو َن‬
  ‫الإيروسي صدر قبل أكثر‬        ‫في الإسلام ارتفع سن زواج‬               ‫َول َا َشتَّا ُمو َن َول َا َخا ِط ُفو َن‬
                                                                    ‫َي ِر ُثو َن َم َل ُكو َت اللهِ»‪( .‬رسالة‬
   ‫من مئة عام‪ ،‬نقرأ‪« :‬التي‬         ‫الطفلة من ثلاث سنوات‬                ‫بولس الرسول الأولى إلى‬
      ‫دخلت في العشرة من‬        ‫عند اليهود‪ ،‬إلى حوالي تسع‬              ‫أهل كورنثوس ‪)10 ،9 :6‬‬
                               ‫سنوات‪ ،‬استنا ًدا إلى أحاديث‬
   ‫السنين‪ ،‬فهي مثل روض‬          ‫عن زواج النبي من السيدة‬                  ‫هذا ما تقوله المسيحية‬
   ‫زاهر‪ ،‬انعقد ماؤه‪ ،‬وطاب‬       ‫عائشة وهي بنت التاسعة‪.‬‬               ‫محرمة المثلية ومن ضمنها‬

        ‫للآكلين»‪( .‬ص‪)94‬‬            ‫رغم التشكيك في بعض‬                    ‫الغلمانية‪ ،‬مع ذلك ظلت‬
     ‫إذن هو يعتبر «الطفلة»‬         ‫هذه الأحاديث‪ ،‬والبحث‬              ‫ممارسة شائعة‪ ،‬ومن حين‬
   ‫فاكهة جنسية شهية متى‬          ‫عن تأويلات مغايرة‪ ،‬لكن‬
‫بلغت العاشرة‪ ،‬لا يعني ذلك‬         ‫تزويج من هن دون سن‬                   ‫لآخر‪ُ ،‬تثار قضايا اعتداء‬
  ‫أن المؤلف «بيدوفلي»‪ ،‬لكنه‬        ‫البلوغ‪ ،‬منتشر في اليمن‬                ‫رهبان على غلمان‪ .‬على‬
  ‫يعبر عن قناعة شريحة لا‬         ‫والأرياف المصرية‪ ،‬ودول‬                  ‫سبيل المثال‪ ،‬وفي ولاية‬
‫ُيستهان بها‪ ،‬حول صلاحية‬            ‫عربية وأفريقية‪ ،‬حسب‬
‫الطفلة للوطء في هذه السن‪.‬‬         ‫ما تشير تقارير المنظمات‬             ‫واحدة هي بنسلفانيا‪ ،‬وفي‬
  ‫كذلك الراهب الذي يعتدي‬                                                ‫قضية واحدة فقط‪ ،‬أدين‬
    ‫على طفل ذكر‪ ،‬في العمر‬                         ‫الدولية‪.‬‬               ‫حوالي ‪ 300‬قس بهتك‬
   ‫ذاته‪ ،‬يراه «فاكهة طيبة»‪.‬‬    ‫بالتأكيد عقد الزواج يكتسب‬
   ‫وثمة باب كبير في الشعر‬      ‫قوته من الحجة الدينية‪ ،‬مع‬            ‫عرض آلاف الأطفال‪ ،‬ذكو ًرا‬
   ‫العربي القديم للتغزل في‬
 ‫الغلمان واشتهائهم‪ ،‬وسرد‬         ‫افتراض «موافقة» الطفلة‪،‬‬      ‫تفكيك تراث‬
    ‫أوصافهم‪ ،‬واشتراط أن‬          ‫وإن كانت موافقة صورية‬
  ‫يكون الغلام أمرد لم ينبت‬
                                            ‫فاقدة للأهلية‪.‬‬
                 ‫له شارب‪.‬‬         ‫لا تنفي مثل هذه العقود‬
‫فنق ًل عن كتاب «الجنس عند‬
                                    ‫الشرعية‪ ،‬شبهة المزاج‬
  ‫العرب» يروي الأصفهاني‬           ‫البيدوفيلي‪،‬‬
    ‫أن غلا ًما من حمص ف ّر‬      ‫خصو ًصا إذا‬
                                  ‫كان الفارق‬
 ‫إلى بغداد‪ ،‬وفيها رأى كثرة‬       ‫بين الصبية‬
  ‫الإجارة (دفع النقود لهم)‬         ‫وعريسها‬
                               ‫يزيد عن عشر‬
     ‫فمارس البغاء‪ .‬وعندما‬         ‫سنوات‪ ،‬أو‬
‫راسلته أمه لكي يعود بهدف‬       ‫يكون ضعفها‬
                               ‫في العمر ثلاث‬
  ‫إنشاء طاحونة له بحمص‪،‬‬         ‫وأربع مرات!‬
 ‫كتب إليها‪« :‬يا أماه إن استًا‬
‫بالعراق خير من طاحونة في‬            ‫في كتاب‬
                                     ‫«بستان‬
        ‫حمص»‪( .‬ص‪)153‬‬               ‫الراغبين»‬
     ‫بالطبع لا يحتاج المزاج‬      ‫لمؤلفه محمد‬
   ‫البيدوفيلي نحو الصبيان‪،‬‬          ‫مصطفى‬
   ‫إلى عقد شرعي‪ ،‬وإذا كان‬      ‫العدوي‪ ،‬وهو‬
 ‫يقع قدي ًما بأجر‪ ،‬فإنه الآن‬
   ‫يقع بالإكراه والاغتصاب‬
   196   197   198   199   200   201   202   203   204   205   206