Page 200 - ميريت الثقافية العدد 30- يونيو 2021
P. 200

‫العـدد ‪30‬‬                                             ‫‪198‬‬

                  ‫يونيو ‪٢٠٢1‬‬                                             ‫(‪)1‬‬

               ‫«عقدة لوليتا»‪ ،‬أي اشتهاء‬                           ‫قبل أن تكون «الغلمانية»‬
             ‫صبية ‪-‬على أعتاب البلوغ‪-‬‬
                                                                       ‫‪ Pedophilia‬مر ًضا‪،‬‬
                ‫لرجل في سن أبيها‪ .‬وإن‬                            ‫وجريمة ُمدانة‪ ،‬هي «تراث»‪.‬‬
              ‫كانت المسؤولية الأخلاقية‬
             ‫الأكبر تقع على عاتق الرجل‬                             ‫ففي لحظة بدائية من عمر‬
             ‫الناضج الذي تفاعل وبادلها‬                              ‫الإنسانية‪ ،‬لم يكن البشر‬

                 ‫الاشتهاء‪ ،‬إن لم ُيقم هو‬                               ‫منفصلين عن الطبيعة‬
                              ‫بإغوائها‪.‬‬                             ‫وكائناتها‪ ،‬وكان الجنس‬
                                                                   ‫مظهرها وتجليها الأعظم‪.‬‬
             ‫(‪)2‬‬                                                   ‫ثم انفصل البشر‪ ،‬بخطاب‬

             ‫ما عاشته الحضارات‬                                          ‫الثقافة‪ :‬اللغة والحب‬
                                                                 ‫ونصوص الأديان‪ ،‬وقوانين‬
             ‫القديمة ‪-‬بطريقة ما‪-‬‬
                                                                     ‫المجتمع‪ .‬بينما لا تحتاج‬
             ‫كرسته نصوص دينية‪،‬‬                                     ‫البهائم «عقود زواج»‪ ،‬ولا‬
                                                                   ‫ُيمنع الثور من إتيان أمه‪.‬‬
             ‫لذلك استمر طقس‬
                                                                     ‫آنذاك كانت «الغلمانية»‪،‬‬
‫د‪.‬شريف صالح‬  ‫«الغلمانية» وأضيفت له‬                                 ‫مظه ًرا من مظاهر الجنس‬
                                                                    ‫البدائي‪ ،‬غير المُدان‪ ،‬وهي‬
             ‫مشروعية أخلاقية‪ ،‬ففي‬                                  ‫تعني ‪-‬باختصار‪ -‬اتخاذ‬

                  ‫النصوص‬                                                ‫«الأطفال» موضو ًعا‬
                                                                           ‫للاشتهاء والمتعة‪.‬‬
‫التوراتية نقرأ‪ :‬مزاج البيدوفيلي‪..‬‬
                                                   ‫«قال الراباي‬       ‫عرفت اليونان القديمة‬
             ‫يوسف‪ :‬تعال‬                                             ‫«الغلمانية»‪ ،‬في صورتين‬
                                                                  ‫أساسيتين‪ :‬الأولى والأكثر‬
                  ‫اسمع! بنت‬                                       ‫شهرة تسمى «بيدراستيا»‬

             ‫ثلاث سنوات ويوم واحد‪،‬‬                                     ‫وهي أن يتخذ الرجل‬
                                                                  ‫«غلا ًما» موضو ًعا مشتهى؛‬
             ‫ُتزوج و ُتجامع»‪.‬‬
             ‫هنا يتحدث المفسرون‬                                      ‫وكان هذا الأمر «بوابة»‬
                                                                  ‫دخول الصبي إلى المجتمع‪،‬‬
             ‫عن زواج إسحق‬
                                                                    ‫كأنه «تعميد» كي يصبح‬
             ‫من «رفقة» وهي‬                                          ‫رج ًل ويلتحق بالجندية‪،‬‬
                                                                 ‫مكتسبًا الخبرة «الجنسية»‪.‬‬
             ‫بنت ثلاث سنوات!‬                                      ‫الصورة الأخرى تمثلت في‬
                                                                   ‫زواج رجال ناضجين من‬
             ‫ما جعل التشريع‬                                       ‫صبايا في نصف أعمارهم‪،‬‬

             ‫اليهودي ُيجيز شر ًعا‬                                           ‫في سن المراهقة‪.‬‬
                     ‫تلك العلاقة‪.‬‬                                      ‫تلك الصورة‪ ،‬تطورت‬
                                                                    ‫لاح ًقا إلى ما ُيسمى الآن‬
             ‫وجاءت المسيحية‬

             ‫لتأخذ مسافة‬

             ‫معاكسة لهذا الطقس‪:‬‬
              ‫«ل َا ُز َنا ٌة َول َا َع َب َد ُة‬
             ‫َأ ْو َثا ٍن َول َا َفا ِس ُقو َن‬

              ‫َول َا َم ْأ ُبو ُنو َن َول َا‬
               ‫ُم َضا ِج ُعو ُذ ُكو ٍر‪،‬‬
              ‫َول َا َسا ِر ُقو َن َول َا‬
   195   196   197   198   199   200   201   202   203   204   205