Page 195 - ميريت الثقافية العدد 30- يونيو 2021
P. 195

‫‪193‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

   ‫كلامها أو مجرد وجودها‪،‬‬                ‫الواقع على حقيقته‪.‬‬    ‫منحازة للخرافة‪ ،‬وما تقدرش‬
    ‫وأثارت شهوته‪ ،‬المسكين‬           ‫ورغم إن حياتنا اتردمت‬        ‫تغمض وتعمل مش شايفة‬
                                   ‫رمل‪ ،‬واتغرقت بول بعير‪،‬‬          ‫الشر والانحطاط أ ًيا كان‬
               ‫حايح بطبعه‪.‬‬        ‫فمهما سعي أتباع الرجعية‬       ‫مصدرهم‪ ،‬كاميرات المراقبة‬
        ‫التساؤل دلوقت؛ هل‬         ‫الدينية للتستر ع المتحرش‬        ‫مش عندها ُحشاشة دينية‬
       ‫طفلة المعادي مستفزة‬        ‫ما حدش هيقدر يتهرب من‬
    ‫للذكورة؟! وده هو تقريبًا‬         ‫مواجهة حقيقة التوازي‬      ‫تستعبدها من الداخل لدرجة‬
   ‫ذات التساؤل ليه بيحصل‬           ‫بين شيوع مظاهر التدين‬           ‫تجميل القبيح‪ ،‬ولا عليها‬
     ‫تحرش بالمحجبات؟! هنا‬         ‫ومساوئ الأخلاق بما فيها‬
  ‫يترسم على طول في المخيال‬          ‫الأفعال والوقائع المشينة‬     ‫هيمنة دينية رجعية مدعمة‬
     ‫الرجعي النقاب باعتباره‬        ‫زي التحرش؛ الوقائع دي‬            ‫بقوانين مقيدة لحريات‬
   ‫هو الأساس مش تقول لي‬         ‫ضربات شواكيش متوالية ع‬
  ‫الحجاب والخمار والإسدال‬         ‫العقل‪ .‬ونقدر نتوقع موقف‬          ‫التعبير تمنعها عن إظهار‬
   ‫والبدع دي؛ بس الواقع إن‬           ‫الرجعاوية من متحرش‬
  ‫المنقبات كمان بيحصل لهم‬        ‫المعادي في حال لو ما كانش‬
  ‫تحرش‪ ،‬هنا على طول لازم‬          ‫حريص زي كل دأنجي على‬
‫العقل الرجعي يفكر هل كانت‬          ‫إظهار تدينه‪ ،‬واستعراض‬
 ‫راسمة عنيها وحاطة قطرة؟!‬
 ‫هل كانت متعطرة‪ ،‬والحديث‬              ‫التزامه الطقسي‪ ،‬برفع‬
      ‫بيقول أي واحدة تحط‬             ‫صوره في الكعبة بلبس‬
  ‫بارفان وتخرج «فمرت على‬          ‫الإحرام‪ ،‬وبوستاته الدينية‬
 ‫قوم ليجدوا من ريحها فهي‬        ‫في النت‪ .‬أو لو كان من ديانة‬
‫زانية»؟! هل مفروض الواحدة‬          ‫تانية أص ًل؛ عشان الستر‬
‫تكون ريحتها منفرة بحيث ما‬         ‫المطلوب رجعيًّا هو للمسلم‬
 ‫تستفزش الحيحان الذكوري‬         ‫حصر ًّيا مش للجميع إنسانيًّا‪.‬‬
‫قوم ما حدش يتحرش بيها؟!‬              ‫إشكال تاني‪ ،‬أو تناقض‬
   ‫واللا هل كان النقاب مش‬       ‫وقعت فيه العصابة العقائدية‬
   ‫طويل كفاية بحيث يمسح‬         ‫الدينية الرجعية المهيمنة وهو‬
 ‫التفافة كويس وهو بيجرجر‬          ‫إن التحرش كان بطفلة؛ في‬
‫في الأرض؟! مشايخ الرجعية‬        ‫حين بيقوم الفقه الرجعي على‬
 ‫ما بيغلبوش‪ ،‬في دي قال لك‪:‬‬       ‫استهداف الضحية باللوم في‬
    ‫منقبة حصل لها تحرش؛‬          ‫كل واقعة تحرش ‪-‬أو حتى‬
 ‫إذن هيا لما خرجت من بيتها‬          ‫اغتصاب‪ -‬حسب نظرية؛‬
 ‫ضروري كانت شايلة شنطة‬                ‫وهيا إيه وداها هناك؟!‬
‫لونها ملفت‪ ،‬بيج مث ًل‪ ،‬ويمكن‬     ‫ونظرية الحجاب بتاع الدبان‬
‫فوشيا والعياذ بالله‪ .‬أو يمكن‬      ‫والمصاصة‪ ،‬بحيث كل مرة‬
‫ما كانتش طالعة بنية كويسة‪،‬‬          ‫بيكون الغلط ع المصاصة‬
 ‫والرك ع النية طب ًعا‪ ،‬الأعمال‬    ‫ناقصة العقل والدين؛ لأنها‬
 ‫بالنيات‪ .‬أو يبقى ‪-‬الخلاصة‬      ‫استفزت ذكورة الدبان كامل‬
‫م الآخر‪ -‬ما كانش فيه داعي‬            ‫العقل والدين بلبسها أو‬
   190   191   192   193   194   195   196   197   198   199   200