Page 192 - ميريت الثقافية العدد 30- يونيو 2021
P. 192

‫العـدد ‪30‬‬                             ‫‪190‬‬

                                 ‫يونيو ‪٢٠٢1‬‬                     ‫المعادي انشغل الدأنجية أتباع‬
                                                                   ‫الرجعية الدينية‪ ،‬وشغلونا‬
 ‫بما فيها بطانة فستان الممثلة‬        ‫تقريبًا للأمر «بالمعروف»‬         ‫معاهم بفكرة التستر ع‬
    ‫كايداهم المعروفة إعلاميًا‬      ‫والنهي عن «المنكر»‪ ،‬بعدين‬
         ‫باسم رانيا يوسف‪.‬‬        ‫قال لك دي خافت منهم رمت‬        ‫المتحرش اللي بتدل على إحباط‬
      ‫والولاء للعصابة ‪-‬اللي‬                                     ‫العقل والضمير بشكل محزن‬
         ‫يستوجب البراء من‬             ‫نفسها‪ ،‬قال يعني تفرق‪.‬‬
      ‫الإنسانية‪ -‬لازم يكون‬          ‫بخزي أعمق نفتكر حرص‬                            ‫ومرعب‪.‬‬
                                    ‫كتير من النوافذ الإعلامية‬          ‫ده يوضح كمان ازاي‬
  ‫معلن على ودنه في كل حين‬        ‫تقول إن جثة القتيلة اتوجدت‬           ‫الرجعية الدينية أساس‬
    ‫بأكتر الطرق فجاجة؛ زي‬                                         ‫ثقافة العار عندنا؛ الرجعية‬
                                        ‫أسفل العمارة «بكامل‬        ‫دي وثقافة العار شمولية‪،‬‬
  ‫التعبيرات الدينية المتح َّشرة‬    ‫ملابسها»‪ .‬الواقعة دي مش‬           ‫فاشية‪ ،‬حولت الدين من‬
     ‫وسط الكلام‪ ،‬ومبالغات‬                                           ‫علاقة فردية خاصة بالله‬
                                      ‫مختلفة أوي عن اقتحام‬          ‫أساسها إيماني قلبي إلى‬
 ‫لدرجة الهوس في مكرفونات‬          ‫منزل المواطن الشيعي حسن‬       ‫عصابة عقائدية قبلية ذكورية‬
    ‫الجوامع‪ ،‬وبناء الجوامع‪،‬‬      ‫شحاتة‪ ،‬اللي ذنبه إنه شيعي‪،‬‬      ‫متبجحة بيقين معرفي فاسد‬
                                                                      ‫ومنحط مفروض عافية‬
 ‫والحجاب والنقاب‪ ،‬ورسايل‬           ‫يعني عنده كتالوج مختلف‬       ‫واقتدار ع الكل‪ ،‬في الشمولية‬
   ‫الواتس وبوستات الفيس‪..‬‬          ‫شوية عن كتالوج العصابة‬          ‫دي ينسحق الفرد لصالح‬
  ‫إلخ‪ ،‬أما في السر فاحنا زي‬                                     ‫الجماعة‪ ،‬وفي ثقافة العار كله‬
   ‫ما بقينا الألفا ع الدول في‬              ‫العقائدية المهيمنة‪.‬‬     ‫همه يبان أدام الناس تمام‬
 ‫التحرش‪ ،‬فإحنا الألفا برضه‬        ‫في ثقافة العار‪ ،‬كله بيتظاهر‬   ‫التمام‪ ،‬بإظهار الالتزام ببنود‬
                                                                ‫الكتالوج الرجعي لما ينبغي أن‬
     ‫عاملين أبونيه في المواقع‬          ‫‪-‬ويستعرض‪ -‬بحماية‬          ‫يكون‪ ،‬والنتيجة تبادل إظهار‬
    ‫الإباحية في النت‪ ،‬من هنا‬     ‫المتقال إنه فضيلة في الكتالوج‬  ‫الولاء للعصابة والاستعراض‬
 ‫نفهم طبيعة التظبيطة العقلية‬                                     ‫‪-‬المحموء بالأوي‪ -‬في الدفاع‬
  ‫دينية الأصل للحياة عندنا‪،‬‬            ‫الرجعي للعصابة دي‪،‬‬          ‫عن كتالوجها‪ ،‬والبراء مما‬
    ‫اعمل كل شيء في السر‪،‬‬         ‫المفتوحة‪ ،‬اللي كله متجند فيها‬      ‫عداه سواء قيم أو آخرين‬
 ‫المهم تص َّدر للكل وش إيمان‬                                       ‫مختلفين‪ ،‬ده يعني الرقابة‬
 ‫وتقوى‪ ،‬سلام مربع لو فوق‬            ‫حسب الاقتدار‪ ،‬كله مط ّوع‬
‫الوش علامة صلاة‪ ،‬سلامين‬          ‫متربص بغيره؛ عشان يقفشه‬                  ‫البينية‪ ،‬والوصاية‪.‬‬
  ‫وحتة لو تحت الوش لحية‪.‬‬                                        ‫هنا طب ًعا تحضرنا بكل خزي‬
   ‫أظن كل ده يوضح وجاهة‬             ‫متلبس بمخالفة اللي اتقال‬    ‫الجريمة اللي حصلت مؤخ ًرا‪،‬‬
                                  ‫في الكتالوج إنه رذيلة‪ ،‬وغلط‬   ‫لما اقتحم مالك عمارة ومراته‬
      ‫فكرة إن المتدين بطبعه‬      ‫وعيب وحرام وفسق وفجور‪،‬‬          ‫والبواب مسكن واحدة ست‬
    ‫متحرش بطبعه‪ ،‬والمسألة‬                                       ‫قاعدة لوحديها‪ ،‬وحدفوها من‬
  ‫هي دفاع المتدين بطبعه عن‬              ‫و»يشجع» على إشاعة‬        ‫البلكونة‪ ،‬بحجة إنها مضايفة‬
‫المتحرش بطبعه‪ ،‬يعني دفاعه‬         ‫«الفاحشة» بين «المؤمنين»‪..‬‬      ‫صديق‪ ،‬وباعتبارهم حراس‬
‫عن نفسه في شخص متحرش‬               ‫إلخ‪ .‬ده له أسس كتير منها‬      ‫الفضيلة و»مكارم الأخلاق»‪،‬‬
 ‫المعادي‪ .‬هنا كله بيقول لكله‪:‬‬    ‫نصوص تكرس لمفاهيم الأمر‬        ‫وهما بالفعل مطوعين‪ ،‬أعضاء‬
  ‫خد بالك من رصيد الستر‪،‬‬           ‫بالـ‪»..‬معروف» والنهي عن‬      ‫في هيئة رجعية تشمل الجميع‬
     ‫إشحن رصيد الستر‪ ،‬يا‬          ‫الـ‪»..‬منكر»‪ ،‬وتغيير «المنكر»‬
  ‫سعده يا هناه اللي خط مش‬        ‫تدر ًجا من استعمال اليد لحد‬
‫كارت‪ ،‬رصيده ما بيخلصش‪.‬‬
                                     ‫القلب حسب الاستطاعة‪،‬‬
       ‫وطب ًعا حسب كتالوج‬             ‫التربص ده بياخد شكله‬
     ‫العصابة شحن الرصيد‬          ‫حسب الظروف تدر ًجا برضه‬
                                      ‫من أول ملابس أي أنثى‬
                                      ‫بأي مكان‪ ،‬لغاية فستان‬
                                  ‫بنت لعيب كورة عمرها أربع‬
                                 ‫سنين‪ ،‬مرو ًرا بأزياء الممثلات‬
   187   188   189   190   191   192   193   194   195   196   197