Page 188 - ميريت الثقافية العدد 30- يونيو 2021
P. 188

‫العـدد ‪30‬‬                             ‫‪186‬‬

                                ‫يونيو ‪٢٠٢1‬‬                      ‫وقربت من اللي بيتوصف في‬
                                                                 ‫القانون هتك عرض‪ .‬المجرم‬
      ‫خلوها جمهورية مصر‬              ‫موضوعنا دلوقت‪ ،‬دول‬
     ‫الدينية بصريح العبارة‪،‬‬       ‫بس للتوضيح أد إيه مصر‬           ‫أدين‪ ،‬واتحكم عليه بعشر‬
   ‫ويبقى ضربة بالمرزبة ولا‬       ‫سقطت من الداخل في قبضة‬        ‫سنين سجن؛ ده كويس ج ًّدا‪،‬‬
                                ‫دينية رجعية لا ترحم‪ ،‬لدرجة‬
         ‫عشرة بالشاكوش‪.‬‬            ‫التغلغل في واحدة من أكتر‬       ‫لكنه غير كافي لاستئصال‬
  ‫القصد إحنا عندنا ‪-‬بفضل‬        ‫المؤسسات قيا ًما ‪-‬كفكرة‪ -‬ع‬            ‫الظاهرة‪ ،‬ومؤكد لسه‬

     ‫الحداثة‪ -‬تلات سلطات؛‬           ‫الحداثة اللي هي ‪-‬في أحد‬      ‫التحرش موجود‪ ،‬وهنسمع‬
        ‫تنفيذية‪ ،‬وتشريعية‪،‬‬         ‫أبسط التعبيرات‪ -‬التفكير‬          ‫قريب عن واقعة جديدة‪.‬‬
                                   ‫الواقعي اللي بيراعي تغير‬
‫وقضائية‪ ،‬فوقيهم ‪-‬تضعفهم‬            ‫الظروف والمهتم بالإنسان‬     ‫وقبل كده من وقت مش كتير‬
      ‫وتحبطهم بفضل الله‪-‬‬        ‫وتحسين الحياة‪ ،‬وبيستوجب‬           ‫كانت فيه واقعة اتصورت‬
                                    ‫التخلي عن التفكير الديني‬
  ‫السلطة الدينية متمثلة فيما‬        ‫الخرافي الرجعي المزعوم‬      ‫بكاميرا موبايل من طالبة في‬
     ‫تأسس عليه وتشكل بيه‬         ‫صلاحيته لكل زمان ومكان‪،‬‬        ‫كلية الطب لمتحرش «طبيب»‬
   ‫العقل المصري من مفاهيم‬            ‫اللي ما يهموش الإنسان‬
     ‫دينية تراكميًّا منذ الغزو‬      ‫والحياة‪ ،‬وهدفه ‪-‬غير ما‬            ‫في ميكروباص‪ .‬بعدها‬
                                                                ‫حادثة في المترو تشبه واقعة‬
 ‫العربي‪ ،‬وما تجسد واق ًعا في‬          ‫بيدلس ويقول‪ -‬تدعيم‬       ‫الميكروباص‪ ،‬وزي كده وقائع‬
 ‫أشكال بلا حصر زي؛ أنماط‬            ‫الهيمنة الدينية على مصر‬    ‫التحرش الجماعي في الأعياد‪،‬‬
 ‫للتفكير‪ ،‬وفلكلور‪ ،‬ومقولات‪،‬‬        ‫ومزيد من إقحام الدين في‬     ‫وفي غير الأعياد في المنصورة‪،‬‬
‫وأعلام‪ ،‬ومشايخ‪ ،‬وجماعات‪،‬‬         ‫كل شيء بصرف النظر عن‬
 ‫وجمعيات‪ ،‬ومؤسسات منها‬           ‫المصلحة واختلاف الظروف‪.‬‬                       ‫وميت غمر‪.‬‬
‫اللي بتصرف عليه الدولة زي‬          ‫ولسه برضه من كام يوم‬           ‫كلنا عايشين في ذات نفس‬
                                ‫اتصدمنا بمقترح قانون جديد‬
    ‫الأزهر‪ ،‬ولعل الأهم أفراد‬        ‫للأحوال الشخصية قايم‬             ‫الظروف تحت الهيمنة‬
     ‫في كل مكان‪ ،‬كتير منهم‬       ‫كله ع الدين زي القانون اللي‬       ‫الدينية المطلقة على العقل‬
 ‫بقوا أغلبية داخل مؤسسات‬           ‫موجود فعليًّا؛ بس بدرجة‬
‫الدولة‪ ،‬اللي هيا ذاتها مفترض‬                                          ‫والحياة‪ ،‬واللي وصلت‬
                                      ‫أشد من الرجعية‪ ،‬وده‬          ‫لقرار من محكمة النقض‬
          ‫قيامها ع الحداثة‪.‬‬       ‫تماشيًا مع زيادة السيطرة‬         ‫بتأييد حكم حبس سنتين‬
‫وبمناسبة الأفراد فالاستلاب‬        ‫الدينية على مصر في العقود‬      ‫للشيخ محمد عبد الله نصر‬
                                   ‫الأخيرة‪ .‬التفاصيل توجع‬           ‫في قضية ازدراء أديان‪،‬‬
      ‫الديني للحياة في مصر‬        ‫القلب والعقل والمفاصل‪ .‬ما‬       ‫وحيثيات القرار تعبير عن‬
 ‫تجاوز التأسيس غير الواعي‬                                      ‫المدى الفادح المأساوي لتسلط‬
‫للجميع من قديم إلى مستوى‬            ‫نلحقش نفوق من صدمة‬              ‫الدين ع العقل المصري‪،‬‬
                                   ‫تؤكد السيطرة دي نلاقي‬            ‫حيثيات أقل وصف ليها‬
    ‫التعبير الواعي البجح من‬         ‫التانية وراها‪ ،‬وكله بيأكد‬   ‫إنها جديرة بشيخ أزهر فيه‬
  ‫ناس مفترض انطلاقها من‬         ‫شراهة وجشع الغول الديني‬          ‫تار بايت بينه وبين الشيخ‬
  ‫منصات يعاديها الدين زي‬          ‫اللي طايح في البلد‪ ،‬الصدمة‬    ‫المحكوم عليه‪ ،‬واللي جريمته‬
                                  ‫بتيجي ورا الصدمة عاوزة‬          ‫محاولة تبرئة نص قرآني‬
    ‫الفن والأدب‪ .‬مث ًل؛ ممثل‬    ‫تموتنا‪ ،‬لدرجة الواحد بيقول؛‬      ‫من الأمر بالقطع الفيزيائي‬
  ‫برميلي الشكل وصف مقتل‬            ‫خلصونا وهاتوا م الآخر‪،‬‬        ‫لإيد السارق‪ ،‬واعتبار المراد‬
 ‫فرج فودة على إيد إرهابيين‬                                     ‫القرآني هو كف الحرامي عن‬

    ‫بالقول‪ :‬نفوق فرج فودة‪.‬‬                                                        ‫السرقة‪.‬‬
 ‫وفي إطار موضوع مقالنا ده‬                                              ‫الحكم والقضية مش‬
 ‫عن التحرش فيه ممثل تاني‬

   ‫مجفف رافع شعار ممنوع‬
    ‫اللمس‪ .‬تركيزه في أعمال‬
   183   184   185   186   187   188   189   190   191   192   193