Page 189 - ميريت الثقافية العدد 30- يونيو 2021
P. 189

‫‪187‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

‫المواطن الشيعي حسن شحاتة‬        ‫فرج فودة‬                         ‫تعكس مفاهيم الأبوكاليبس‬
                                                                 ‫الإسلامي؛ علامات الساعة‬
    ‫قراش في الصحف والنت‬            ‫قديم جبار لا راد لقضائه‬
 ‫عن خناقات بل وجرايم قتل‬            ‫ولا معقب لحكمه‪ ،‬ورغم‬           ‫ونهاية العالم‪ ،‬بل وجسد‬
 ‫بتحصل بسبب معاكسة عيل‬            ‫استلابه لكافة منافذ الوعي‬    ‫‪-‬تحت ستار الخيال العلمي‪-‬‬
  ‫ع الناصية لأخت عيل تاني‬        ‫تعليم وثقافة وإعلام‪ ،‬ورغم‬
 ‫هو نفسه لازم اتحرش كتير‬        ‫أزهر بيتصرف عليه ‪ ٧١‬مليار‬        ‫فكرة الحسد بأشعة ضارة‬
                                    ‫في السنة من قوتنا‪ .‬وهو‬      ‫تخرج من العين‪ ،‬زي ما قال‬
                 ‫قبل كده؟!‬       ‫إيه البتر والتشويه التناسلي‬
   ‫ومعنى إن التحرش تجربة‬             ‫‪-‬ويقال بمخادعة لغوية‬                      ‫الشعراوي‪.‬‬
‫لازم تقريبًا تحصل لكل ست‬           ‫الطهارة والختان‪ -‬غيرش‬             ‫الشواكيش الأقوى على‬
 ‫في مصر؛ إن فيه عدد مقابل‬         ‫نوع من التحرش الفيزيائي‬          ‫نافوخ كل عاقل في مصر‬
                                  ‫شديد العنف؛ علامة بلطجة‬           ‫مثقفين تفكيرهم سلفي‬
    ‫من المتحرشين‪ .‬ودلوقت‬            ‫مؤذية مدعومة بالقداسة‬       ‫لدرجة كاتب روائي كتب من‬
     ‫النت س ِّهل المهمة ع اللي‬      ‫الدينية تتساب في الجسم‬      ‫وقت مش بعيد بشكل عادي‬
    ‫بتج َّرأهم الشاشة الباردة‬                                   ‫كلام زي اللي بيقوله الشيخ‬
  ‫والمسافة‪ ،‬وبتستخرج منهم‬                           ‫للأبد؟!‬        ‫المتطرف عبد الله رشدي‬
 ‫أسوأ ما فيهم‪ ،‬زي ما بتج َّرأ‬   ‫وكلنا عارفين أد إيه التحرش‬      ‫لتبرير التحرش؛ إن ذكورته‬
   ‫ع الشتيمة والتجاوز ضد‬                                       ‫طبيعي تنأح عليه بسبب لبس‬
   ‫المختلفين في الرأي‪ ،‬كل ده‬        ‫أصبح ظاهرة شبه يومية‬           ‫المرأة؛ بل رفع شعار فيه‬
‫يخلينا نصدق ج ًدا إحصائيات‬        ‫لكل مصرية حتى الأطفال‪،‬‬       ‫استظراف وسماجة يقول لك‪:‬‬
  ‫بتقول إننا من أوائل الدول‬                                       ‫«اضربها واركبها» وغيره‬
      ‫المنتشر فيها التحرش‪.‬‬           ‫مين فينا ما اشتكتلوش‬         ‫من مقولات دينية رجعية‪،‬‬
  ‫يعني من حيث الكم إحنا في‬        ‫مراته أو بنته أو أخته مث ًل‬      ‫قايمة على مفاهيم أعراب‬
‫التحرش مش زي أي مجتمع‬                                            ‫ما قبل القرون الوسطى في‬
   ‫تاني‪ .‬ده لوحده كفاية يهد‬          ‫من معاكسة حصلت لها‬           ‫شبه جزيرة العرب اللي في‬
                                    ‫في الشارع؟! مين فينا ما‬    ‫بعض أوصافهم المرأة الجيدة‬
                                  ‫شافش أو ما سمعش أو ما‬         ‫إنها «درة لم تثقب ومطية لم‬

                                                                                  ‫تركب»‪.‬‬
                                                                    ‫نرجع مرجوعنا‪ ،‬مع إن‬
                                                                  ‫استطرادنا مش بعيد عنه‪.‬‬
                                                                 ‫مراد القول إن الدين مقحم‬
                                                                    ‫على كل شيء في حياتنا‪،‬‬

                                                                       ‫وباسمه رمل ماضي‬
                                                               ‫الصحراء العربية وأبوال إبلها‬

                                                                   ‫محطوطين في كل حاجة‪،‬‬
                                                                   ‫ولو ما كانش هو الأصل‬
                                                                  ‫والأساس في كافة مفاسد‬
                                                                  ‫واقعنا‪ ،‬بما فيها التحرش‪،‬‬
                                                                   ‫ف ع الأقل هو فاشل في‬
                                                                 ‫منعها والتعامل معاها‪ ،‬رغم‬
                                                                 ‫إن تسلطه ع العقل والحياة‬
   184   185   186   187   188   189   190   191   192   193   194