Page 184 - ميريت الثقافية العدد 30- يونيو 2021
P. 184
العـدد 30 182
يونيو ٢٠٢1 حامد عبد الصمد
لنجدتهم أحد؟ ماذا عن أقسى شعور على قلب شريعة التحرش
الضحايا الذين يصابون
بالخزي والعار والخرس، طفل هو أن يكون تحت
ولا يجدون من يبوحون رحمة رجل يستغل
لهم بمصابهم العظيم ،لأن
ثقافة الشرف السائدة في هشاشته وبراءته من أجل
المجتمع سرعان ما تترك لذة رخيصة .يفقد الطفل
الجاني وتلوم الضحايا؟
كانت قضية طفلة المعادي الثقة في الآخرين وفي
كاشفة إلى حد بعيد ،لأنها الحياة وفي نفسه ،ثم يشعر
لم تفضح الجاني فقط الذي بالذنب ويرى نفسه مقص ًرا
كان يختبئ خلف تدين وخائنًا .نفس الشعور ينتاب
ظاهري ومكانة اجتماعية المرأة التي تتعرض للتحرش
مرموقة ،ولكنها فضحت أو الاغتصاب ،لأن الجاني
المجتمع بأسره ومفهومه
للأخلاق ..المجتمع الذي لا يبحث فقط عن اللذة
يجعل من الطفلة سلعة الجنسية لكن أي ًضا عن لذة
جنسية حين يسميها السلطة والجبروت حين
«عروسة» وهي لا تزال في يخضع الضعفاء ويذلهم.
السادسة ،وحين يحجبها
والجاني قد يخرج عن
وهي أصغر من ذلك لأن قيم وأعراف المجتمع حين
شعرها يثير شهوة الرجال. يرتكب هذه الأشياء ،لكنه
المجتمع الذي يقول للأب يستمد سلطته وجبروته
«إن كبر ابنك خاويه» لكنه من سلطة نفس المجتمع
ينصحه أن «يكسر للبنت
الذكوري الذي يضيِّق
ضلع يطلع لها أربعين الخناق على المرأة والطفل
ضل ًعا» .كما فضحت أي ًضا ويجعلهما مجرد أدوات
الخلل الذي يصيب علاقة لإرضاء الرجل .المجتمع
الذي يبادر بلوم الضحية
الرجل بالمرأة ،وعلاقة لأنه غير قادر على مواجهة
الكبار بالأطفال ،وعلاقة
المسلم بالمسيحي .فكيف عيوبه وفضائحه.
لامرأة مسيحية أن تفضح طفلة المعادي أنقذتها العناية
رج ًل مسل ًما له صورة
على الفيسبوك وهو يدعو الإلكترونية والنسائية من
الله أمام الكعبة؟ فشريعة مصير قاسي ،حين شاهدت
التحرش ترى أنه لا يقتل
مسلم بمشرك ،وأن المسلم سيدة ما يفعله الرجل
العاصي أحب إلى الله من المتحرش بالطفلة عبر
كاميرات المراقبة فأسرعت
المشرك العادل. لنجدتها .ولكن ماذا عن
آلاف الأطفال والنساء
الآخرين الذين يتعرضون
يوميًّا للتحرش والاغتصاب
دون أن ترصد مصيبتهم
كاميرا ودون أن يهرع