Page 182 - ميريت الثقافية العدد 30- يونيو 2021
P. 182

‫العـدد ‪30‬‬                              ‫‪180‬‬

                                                              ‫يونيو ‪٢٠٢1‬‬                          ‫استطعت أن أسمع أمي‬
                                                                                               ‫باكية‪ ،‬مشيت نحو سريرها‬
 ‫بسعادة حتى غيب أحدهما‬                          ‫أواسيها‪.‬‬                                       ‫أتحسس بيدي آملة أن أجد‬
                     ‫الموت‪.‬‬     ‫أنا أشفق عليها لكن حبي‬                                         ‫يدها وألمسها‪ ،‬لكني وجدت‬

        ‫أولجا هي من ماتت‬            ‫لها أكثر من إشفاقي‪.‬‬                                         ‫وجهها بد ًل من ذلك‪ ،‬كان‬
       ‫بالسرطان في الثانية‬      ‫أحببتها بشدة لدرجة أني‬                                             ‫مبت ًل لز ًجا كله على إثر‬
 ‫والأربعين من عمرها فقط‪.‬‬      ‫كنت أتنفس بصعوبة‪ ،‬هناك‬                                                             ‫دموعها‪.‬‬
   ‫دائ ًما ما يكون السرطان‬       ‫شيء آخر وهو شعوري‬                                                 ‫همست لي‪« :‬اصعدي»‪.‬‬
  ‫السبب حينما تموت امرأة‬                                                                                 ‫فتسلقت السرير‬
                                  ‫في تلك اللحظة بكل هذا‬                                            ‫واحتضنتها من الخلف‬
                ‫بهذا السن‪.‬‬    ‫القرب من أمي‪ ،‬لكن بطريقة‬
‫وبظرف عام كان ساشا قد‬         ‫جديدة بالكلية‪ ،‬ليس كطفلة‬                                         ‫بقوة قدر استطاعتي‪ .‬كنت‬
 ‫تزوج والغريب في الأمر أن‬      ‫إنما كأنثى ناضجة مكافئة‬                                           ‫أبكي على كتفيها الدافئين‬
‫تلك المرأة هي الأخرى ُطلقت‬
                                        ‫لها وقريبة منها‪.‬‬                                            ‫المرتعشين‪ ،‬حاولت أن‬
    ‫أي ًضا من زوجها لأجله‪.‬‬    ‫في وقت لاحق من هذا العام‬                                             ‫أضغطهما بإحكام أكثر‬
 ‫لكن‪ ..‬أمي‪ ..‬أمي لم تتزوج‬     ‫تزوج أولجا وساشا بمجرد‬                                             ‫لأوقف تلك الرعشة حتى‬
                              ‫أن حصلت على طلاقها‪ .‬على‬
                       ‫أبدًا‬
                                  ‫قدر ما أعرف لقد عاشا‬

                                                                                                      ‫هوامش‪:‬‬

‫* لغة الإشارة اللمسية‪ :‬يد المتحدث أسفل يد المستمع ‪ Hand On Hand‬الشريك يبدأ استخدام الإشارة‬
‫اللمسية بوضع يده أسفل يد الأصم الأعمى كدعوة له أن يستمع إليه (مع م ارعاة سرعته) ثم إعطاؤه دوره في‬
‫الحديث بتغيير وضع اليد‪ ،‬فتصبح يد الشريك فوق يده أي يتحول الشريك من متحدث إلى مستمع‪ ،‬وهو في‬
‫هذه الحالة يكون المتحدث‪ .‬ويجب على الشريك متابعة يده برفق أثناء الاستماع إليه‪( .‬المترجم)‬
‫* سلطة أوليفر‪ :‬سلطة باردة روسية منتشرة حول العالم تتكون من المايونيز‪ ،‬فلفل مملح‪ ،‬قطع صغيرة من‬
‫الخيار المخلل‪ ،‬دجاج مدخن‪ ،‬با لزاء‪ ،‬بطاطس وجزر مقشر‪ ،‬بيض‪ ،‬كل ذلك مسلوق ومقطع إلى مكعبات‬
                                                                                                      ‫صغيرة‪( .‬المترجم)‬
‫تالومزيسًعااهمخيلانلالاملفؤتسرةسايلنس لوفهياي‪.‬تيأة‪.‬صتبأحسستت‬  ‫روسية كانت من أكبر صحف العالم‬    ‫صحيفة‬  ‫*الب ارفدا‪Правда :‬‬
                                                              ‫في سانت بطرسبرج‪ ،‬وكان لينين أحد‬  ‫‪1912‬‬   ‫جريدة الب ارفدا في عام‬
‫الب ارفدا من أهم المصادر للتصريحات الرسمية للحزب الشيوعي في الاتحاد السوفييتي سابًقا‪ .‬وبعد سقوط‬
‫الاتحاد السوفييتي عام ‪ 1991‬صدر مرسوم رئاسي من الرئيس بوريس يلتسن آنذاك يقضي بإيقاف صدور‬
‫الب ارفدا باعتبارها صحيفة شيوعية من الحقبة السوفييتية الماضية‪ ،‬غير أن بعض العاملين القدماء فيها أعاد‬
‫إصدارها بالاسم نفسه ولكن بصيغة مختلفة عما كانت عليه‪ .‬تُعتبر الب ارفدا اليوم صحيفة روسية شعبية‬
                                                                                               ‫الط ارز والاهتمام‪( .‬المترجم)‬
   177   178   179   180   181   182   183   184   185   186   187