Page 191 - ميريت الثقافية العدد 30- يونيو 2021
P. 191

‫الملف الثقـافي ‪1 8 9‬‬

    ‫«رف ًقا بالقوارير‪ »..‬تأكيد‬      ‫متاع وخير متاعها المرأة‬      ‫الغائط هنا كناية عن قضاء‬
  ‫التظبيطة الدينية إن الراجل‬         ‫الصالحة‪ .‬وحديث تاني‬        ‫الحاجة‪ ،‬وبالمصري الفصيح‬
                                    ‫يقول لك‪ :‬خيركم خيركم‬         ‫لما تعمل زي الناس‪ .‬الأمثلة‬
    ‫هو الأساس‪ ،‬له الوصاية‬            ‫لأهله وأنا خيركم لأهلي‪.‬‬
 ‫يعني القوامة؛ والست كمالة‬       ‫وف كتب الأحاديث والسيرة‬           ‫كتير‪ ،‬نقول إيه واللا إيه؛‬
                                   ‫إن الرسول كان بيمر على‬           ‫للبنت نص اللي للولد في‬
     ‫عدد‪ ،‬تابع‪ ،‬متاع‪ ،‬عورة‪،‬‬          ‫نسائه في ساعة من ليل‬       ‫الورث من الأب‪ ،‬ولو مفيش‬
 ‫ُنص راجل‪ ،‬نص ورث‪ ،‬نص‬               ‫بغس ٍل واحد‪ ،‬وإن زوجته‬     ‫اخوات صبيان يخش الأعمام‬
                                ‫حفصة شافته في سريرها مع‬        ‫في الموضوع‪ ،‬وللرجال عليهن‬
    ‫شهادة‪ ،‬نص «د َّية»‪ ،‬حتى‬      ‫جاريته ‪-‬ملك يمينه‪ -‬مارية‪.‬‬          ‫درجة‪ ،‬والناس درجات‪،‬‬
  ‫في التقليعة الرجعية المسماة‬     ‫من ده كتير في كتب التراث‬      ‫الرجال قوامون‪ ،‬اضربوهن‪،‬‬
                                   ‫الديني عن الحياة الزوجية‬     ‫والراجل له في الجواز مثنى‬
      ‫العقيقة ‪-‬واللي فرضها‬           ‫للرسول‪ ،‬ومعاملاته مع‬          ‫وثلاث ورباع‪ ،‬وما ملكت‬
  ‫الاحتلال الديني لمصر بدل‬          ‫النساء اللي يكفي تعددهم‬    ‫يمينه بدون حد أقصى‪ ..‬إلخ‪.‬‬
                                   ‫للتساؤل عن نوع الخيرية‬
    ‫السبوع‪ -‬يقول لك تدبح‬            ‫المقصودة في الحديث اللي‬           ‫بالمناسبة‪ ،‬صحيح ما‬
     ‫خروفين للواد وخروف‬                                           ‫عادش فيه ملك يمين؛ بس‬
    ‫للبنت؛ طب ًعا عشان خلفة‬                 ‫قلناه من شوية‪.‬‬
  ‫البنت نص فرحة‪ ،‬والفرحة‬             ‫والنصوص اللي ظاهرها‬            ‫كل نص عن ملك اليمين‬
    ‫الكبيرة للواد؛ شيخ البلد‬    ‫«تكريم» المرأة تثبت حاجتين؛‬       ‫يؤدي الغرض في ترسيخ‬
   ‫خلف ولد‪ ،‬يا فرحته‪ ،‬قلبه‬           ‫إن التناقض والفصامية‬          ‫المفاهيم ذات الصلة‪ .‬وده‬
  ‫انشرح‪ ،‬عامل فرح‪ ،‬لخلفته‪.‬‬                                       ‫حاصل مع كل نص راحت‬
   ‫ولما قالوا لي ده ولد‪ ،‬اتشد‬         ‫سمات دينية أساسية‪،‬‬         ‫عليه بسبب إن الزمن عطل‬
                                   ‫وإن مجمل الموقف الديني‬           ‫تفعيله بشكل مباشر في‬
            ‫ضهري واتفرد‪.‬‬                                           ‫الواقع؛ يعني الإلحاح بيه‬
  ‫ولما قالوا لي انه غلام‪ ،‬اتشد‬        ‫‪-‬في كل النصوص مع‬            ‫من منصة المقدس بيخليه‬
                                     ‫وضد‪ -‬قايم على أرضية‬          ‫‪-‬رغم التعطيل‪ -‬شغال في‬
          ‫ضهري واستقام‪.‬‬              ‫عقلية واحدة من مفاهيم‬     ‫ضخ وتغذية المفاهيم المرتبطة‬
 ‫ولما قالوا لي دي بنية‪ ،‬اتهدت‬         ‫ذكورية معادية للمرأة‪،‬‬      ‫بيه في العقل بحيث يساهم‬
                                     ‫وإنها معبرة عن خطاب‬          ‫بفاعلية مع غيره في إنتاج‬
               ‫الحيطة عليه‪.‬‬        ‫رجل لرجال‪ ،‬بهدف تنظيم‬
     ‫ط ِّولنا في إثبات اللي مش‬      ‫علاقات الرجال ببعضهم‬                           ‫الواقع‪.‬‬
      ‫محتاج إثبات‪ ،‬فيه أكتر‬         ‫في صراعاتهم حول المرأة‬        ‫هنا طب ًعا ممكن نعتبر من‬
  ‫بس كفاية كده‪ ،‬حبينا نبين‬          ‫أكتر من استهداف تنظيم‬
     ‫أد إيه الدفاعيات الدينية‬       ‫علاقة المرأة والرجل‪ ،‬ولما‬       ‫ضمن نظرية ال ُحشاشة‬
    ‫جاهزة وشغالة وبتتكرر‬        ‫بيحصل محاولة تنظيم علاقة‬        ‫‪-‬سيان بشكل واعي أو غير‬
 ‫‪-‬رغم وضوح تهافتها‪ -‬من‬             ‫الجنسين بيكون الموضوع‬
    ‫غير اعتبار للواقع فيه إيه‬        ‫كله تعبير عن الذكورية‬          ‫واعي أو مراوغ‪ -‬الزعم‬
‫والإنسان محتاج إيه‪ ،‬ومرادنا‬       ‫المعادية للمرأة‪ ،‬واللي تجعل‬      ‫الرجعي بـ»تكريم» المرأة‬
  ‫نوضح ازاي مالوش حدود‬           ‫الذكر وصي بفكرة القوامة‪،‬‬        ‫وترديد بغبغاوي لنصوص‬
    ‫جشع الرجعية الدينية في‬        ‫مث ًل في حديث‪« :‬استوصوا‬         ‫دينية ظاهرها كويس؛ زي‬
    ‫تدعيم تسلطها ع الحياة‪،‬‬          ‫بالنساء خي ًرا‪ »..‬وحديث‪:‬‬   ‫مث ًل «وعاشروهن بالمعروف»‬
   ‫كل اللي يهم الدفاعيات دي‬
     ‫تحصين الدين من النقد‬                                             ‫‪-‬اللي ما يمشيش مع‬
‫والمساءلة‪ ،‬وده مدخل كويس‬                                         ‫«اضربوهن»‪ -‬وفيه برضه‬
      ‫عشان نفهم إزاي وليه‬
    ‫في واقعة التحرش بطفلة‬                                          ‫مث ًل الحديث بتاع‪ :‬الدنيا‬
   186   187   188   189   190   191   192   193   194   195   196