Page 206 - ميريت الثقافية العدد 30- يونيو 2021
P. 206

‫العـدد ‪30‬‬          ‫‪204‬‬

                                                            ‫يونيو ‪٢٠٢1‬‬  ‫تواجه أشبا ًحا ربما لم تستطع‬
                                                                         ‫التخلص منها حتى الآن‪ ،‬ألف‬
 ‫الغدد الجنسية ويتم حملها‬       ‫فيما يختص بسلبية الأنثي‬
  ‫عبر تدفق الدم إلى الأجزاء‬       ‫أن الفكرة أسيء فهمها‪،‬‬                    ‫قيد وقيد يواجهها ويعوقها‬
                                                                         ‫كي لا تسكب نفسها وروحها‬
   ‫البعيدة من الجسم حيث‬         ‫حيث لا يوجد تعارض بين‬
    ‫تتحكم في كل شىء من‬        ‫الأنوثة والعمل‪ ،‬فالذات يمكن‬                   ‫بصراحة‪ ،‬فالعالم يحاصر‬
 ‫الحيض إلى النمو في الشعر‬                                                  ‫المرأة بمعايير الفضيلة التي‬
‫والوجه والتقاسيم‪ ،‬بل حتى‬        ‫أن تكون نشطة في الرجال‬                      ‫تحتم عليها دو ًما الكتمان‪،‬‬
  ‫على مستوى التفوق الذي‬       ‫والنساء على السواء‪ ،‬فقط في‬                ‫معايير تشكل صخو ًرا رابضة‬
  ‫يعتقد علماء السيكولوجي‬      ‫الحب والجنس تكون السلبية‬                   ‫على كل شاطىء تتحطم عليها‬
‫أنه فطري في الذكور والممثل‬                                               ‫روحها‪ ،‬معايير تدينها مع كل‬
   ‫في الرياضيات والهندسة‬         ‫مناسبة للنساء‪ ،‬وهي كما‬                   ‫خلجة‪ ،‬وتراقب ما تبوح به‪،‬‬
                                ‫ترى أن السلبية هنا ليست‬                  ‫وتضعه تحت مقصلة العادات‬
       ‫بنسبة ‪ ،1 :2‬وهو ما‬        ‫أكثر من كونها طرا ًزا من‬                 ‫والتقاليد والمعتقدات الدينية‪.‬‬
    ‫توصلوا إليه بعد اختبار‬    ‫الاستحياء والدفء‪ ،‬ولا تعني‬                   ‫وقد كان السؤال الملح الذي‬
  ‫الذكاء الذي أجراه العالمان‬                                               ‫طرحه العديد من الباحثين‬
   ‫«كاميلا بينبو‪ ،‬وجوليان‬         ‫البلادة أو الخواء أو عدم‬              ‫الاجتماعيين مفتت ًحا لدراسات‬
  ‫استانلى» من جامعة جونز‬                       ‫الانفعال‪.‬‬
     ‫هوبكنز لـ‪ 9927‬طالبًا‬                                                     ‫متعددة‪ ،‬وهو هل المرأة‬
‫بالمرحلتين السابعة والثامنة‪.‬‬    ‫بيد أن الكثير من الحركات‬                  ‫بطبيعتها كائن سلبي مما قد‬
                               ‫النسائية‪ ،‬بل وبعض العلماء‬
     ‫وفي مقال مهم للوسي‬                                                      ‫يعرضها للتهميش أكثر؟‬
      ‫جلبرت وبولا وبستر‬           ‫أي ًضا يعارضون التنميط‬                  ‫وهو سؤال طفا على السطح‬
   ‫بعنوان (مخاطر الأنوثة)‬       ‫الجنسي ويصرون على أن‬
   ‫يذكران أن الولد الصغير‬                                                     ‫عندما وجد أغلب هؤلاء‬
      ‫عندما يصل إلى بداية‬          ‫مخ الرجل لا يختلف في‬                   ‫الباحثين تبعية أكبر وانقيا ًدا‬
 ‫الرجولة كما تعرفها الثقافة‬       ‫تشريحه عن مخ الأنثي‪،‬‬
    ‫سيجد أنه نتيجة لكونه‬                                                     ‫أشد في كل بنت صغيرة‪،‬‬
      ‫رج ًل يحس إحسا ًسا‬              ‫وبرغم أن العلماء لم‬                 ‫واستقلالية ونشاط أكبر في‬
     ‫طيبًا عن نفسه وعمله‪،‬‬      ‫يستطيعوا حتى الآن تحديد‬                  ‫الأولاد الصغار‪ ،‬وتعتقد المحللة‬
    ‫إنه يحس وكأنه الفائز‪،‬‬
  ‫ففي مجتمع يشيده الذكر‬          ‫الفروق الفسيولوجية بين‬                      ‫النفسية «هيلين دويتش»‬
  ‫كمجتمعنا حيث تعلو قيمة‬           ‫أمخاخ الرجال وأمخاخ‬
  ‫الأولاد عن البنات‪ ،‬وقيمة‬
   ‫الرجال عن النساء‪ ،‬يكبر‬       ‫الإناث‪ ،‬فإن هناك دراسات‬
 ‫الأولاد وهم يعتقدون أنهم‬       ‫حديثة تؤكد أن مخ الذكور‬
     ‫أكثر أهمية وأعلي قيمة‬
   ‫وأفضل من البنات‪ ،‬وإذا‬           ‫يختلف تركيبيًّا عن مخ‬
  ‫كان باستطاعتهم اكتساب‬        ‫الإناث‪ ،‬فمن الهيبوتالاموس‬
‫متطلبات الرجولة فسيظلون‬
‫على اعتقادهم بأنهم الأفضل‬              ‫التي تعد مركز‬
                                  ‫الرغبة الجنسية‪ ،‬إلى‬
                 ‫والأعلي‪.‬‬         ‫القشرة المخية مركز‬
‫إن الرسالة الثقافية الموجهة‬       ‫التفكير‪ ،‬وجد العلماء‬
                                 ‫اختلافات مؤكدة بين‬
                                ‫الجنسين‪ ،‬أسباب هذه‬
                               ‫الاختلافات كما يقولون‬
                                 ‫في هرمونات الجنس‪،‬‬
                               ‫الأندروجينات الذكورية‬

                                     ‫والأستروجينات‬
                                    ‫والبروجسترونات‬
                                ‫الأنثوية والتي تفرزها‬
   201   202   203   204   205   206   207   208   209   210   211