Page 210 - ميريت الثقافية العدد 30- يونيو 2021
P. 210
العـدد 30 208
يونيو ٢٠٢1
جاهزة من النساء وخاصة الميلودراما تدنيًا ،أفكار جميعها شهداء في الثورة كن من
في الأربعينيات ،كالراقصة تتعرض فيها المرأة لكوارث النساء ،وتأسيس أول اتحاد
اللعوب في الملاهي أو الزوجة نسائي مصري في أعقاب هذه
الخائنة ،أو المرأة التي وهبت ناجمة عن ضعفها وقلة حيلتها الثورة العظيمة عام ،1923إلا
نفسها للحب ،متفادية صعود وهوانها ،ولا ظلال من أي نوع أن السينما جنحت منذ فيلمها
الحركات النسائية بقوة حول كفاح النساء ونضالهن الأول لتقديم المرأة في أطر
في هذه الفترة ،متجاهلة الكبير. ميلودرامية في أكثر أشكال
المرأة التي تكافح من أجل
التعليم والاستقلال والحرية، وظلت السينما تقدم أنما ًطا
ومتجاهلة حتى المرأة التي
خرجت للعمل وأعوزها من فيلم عاشت حياتها
الفقر في تلك الفترة وساندت
الرجل في كفاحه الطويل من فيلم
لنيل حقوقه وليس حقوقها السوق
منفردة ،ولازمت العامل في السوداء
كفاحه الطويل ضد الحرمان
من الحقوق والعيش الكريم،
وشاركن في الإضرابات التي
قام بها عمال المصانع كشركة
الغزل الأهلية بالإسكندرية،
كما ساندن اعتصام العمال
الكبير عام 1944لتحسين
ظروف العمل.
بيد أن نماذج المرأة ظلت
شائهة في تلك الفترة التي
انهارت فيها صناعة السينما
تما ًما ،وتحطمت بذور الواقعية
التي أرساها كمال سليم في
فيلمه الأول العزيمة عام 1939
باكورة إنتاج استديو مصر،
ووقعت في يد المستثمرين
الأجانب ،وجنحت بعي ًدا عن
كل ما هو حقيقي وماس
بالقضايا المصيرية للإنسان
المصري ،باستثناء نماذج قليلة
ونادرة في تلك الفترة شوهتها
الرقابة الملكية على الأفلام
كالسوق السودا 1943إخراج
كامل التلمساني وفيلم العامل