Page 213 - ميريت الثقافية العدد 30- يونيو 2021
P. 213

‫الملف الثقـافي ‪2 1 1‬‬

 ‫بيئات معينة وأحوال معينة‬       ‫ذكر محامي طفلة المعادي‬       ‫إلى متى يظل الميل الجنسي للأطفال مشروعً ا‬
  ‫تنضج بحيث تكون قابلة‬                                            ‫في الفقه الإسلامي؟!!‬
    ‫للوطء في سن صغيرة‪،‬‬              ‫التي تحرش بها حيوان‬      ‫عصام الزهيري‬
     ‫وأنه يجوز خطبتها في‬       ‫آدمي في مدخل أحد البنايات‬
  ‫سن سبع أو ست سنوات‬
   ‫أو أقل‪ ،‬وهو سن عائشة‬               ‫وفضحته تسجيلات‬
    ‫عندما خطبها النبي كما‬         ‫كاميرات المراقبة‪ ،‬أن الأم‬

‫تؤكد كتب الحديث‪ .‬يبدو أن‬            ‫طلبت من وكيل النائب‬
  ‫الأم لم تسمع أي ًضا شيئًا‬     ‫العام أن تصفع المتحرش في‬
  ‫بخصوص السن الشرعي‬              ‫محاولة منها للثأر لطفلتها‬
     ‫لزواج البنت وإطاقتها‬
    ‫للنكاح حسب تحديدات‬              ‫ولتهدئة روعها‪ ،‬ولأنها‬
 ‫المدارس الفقهية‪ ،‬أو رفض‬          ‫لا تتصور أن هناك بش ًرا‬
   ‫الفقه الإسلامي بالأصح‬        ‫بمثل هذه الوحشية‪ ،‬غير أن‬
                                  ‫وكيل النائب العام رفض‬
‫تحديد سن البنت التي تطيق‬       ‫وطالبها بالهدوء وبالاحتكام‬
 ‫فيه النكاح (حسب قولهم)‪،‬‬        ‫للقانون ليعطيها حقها وحق‬
  ‫وهي المعركة التي تفجرت‬            ‫صغيرتها‪ .‬رغبة الأم في‬
  ‫في البرلمان عدة مرات على‬          ‫صفع المتحرش بطفلتها‬
  ‫يد النواب السلفيين الذين‬        ‫‪-‬بنت السبع سنوات كما‬
                               ‫قالت وسائل الإعلام‪ -‬تضع‬
     ‫فيما يبدو «يفضلونها‬          ‫علامة استفهام على كثير‬
                ‫صغيرة»‪.‬‬            ‫من «الملفات» ذات الصلة‬
                                  ‫بالحادث‪ ،‬فالأم متوسطة‬
      ‫والسؤال‪ :‬هل أن الأم‬        ‫التعليم يبدو أنها لم تسمع‬
‫المصدومة المنكوبة في حادث‬        ‫في حياتها عن مرض اسمه‬
 ‫التحرش بطفلتها لم يصلها‬          ‫«البيدوفيليا»‪ ،‬وهو مرض‬
                               ‫الولع الجنسي بالأطفال الذي‬
     ‫ح ًّقا صدى من كل هذا‬      ‫يصاحب ذكره باستمرار هذا‬
    ‫الضجيج الجنسي الفج‬         ‫اللون من الحوادث الصادمة‪،‬‬
   ‫والقبيح المرتبط بطفلاتنا‬       ‫كما يبدو أن جدا ًل ساخنًا‬
     ‫المصريات؟! أم أنها لم‬        ‫وواسع الصدى نشب في‬
   ‫تصدق أذنيها لما سمعت‬        ‫عام ‪ 2008‬مع نشر الباحث‬
 ‫به واعتبرته هراء يستحيل‬         ‫«إسلام البحيري» دراسته‬
   ‫أن يكون واقعيًّا؟! أم أنها‬      ‫في اليوم السابع بعنوان‬
  ‫اعتبرت هذا الكلام الفارغ‬         ‫«زواج النبي من عائشة‬
 ‫من شواغل النخبة السلفية‬        ‫وهي بنت تسع سنين كذبة‬
   ‫والإسلاموية التي نكبت‬         ‫كبيرة في كتب التراث»‪ ،‬في‬
     ‫بها مصر بعد أكثر من‬       ‫هذا الجدال تصدى التراثيون‬
  ‫نصف قرن على الصحوة‬
    ‫الإسلامية وما صاحبها‬             ‫من أزهريين وسلفيين‬
   ‫من وقائع الغزو السلفي‬        ‫وإسلاميين ومتدينين وهلم‬
                                 ‫جرا‪ ،‬إلى إثبات أن البنت في‬
         ‫والوهابي لمصر؟!‬
   208   209   210   211   212   213   214   215   216   217   218