Page 212 - ميريت الثقافية العدد 30- يونيو 2021
P. 212

‫العـدد ‪30‬‬          ‫‪210‬‬

                                                                  ‫يونيو ‪٢٠٢1‬‬        ‫الحديثة سعيًا وراء المال‬
                                                                              ‫وتحملن عبء أسرهن وحدهن‪،‬‬
    ‫في دعم العنف الذكوري‬             ‫حمزة وإيناس الدغيدي‪،‬‬
  ‫ضد المرأة بد ًءا من الأسرة‬      ‫حيث قدمت الثانية بالتحديد‬                       ‫وامتد هذا التأثير بضراوة‬
‫وخرو ًجا إلى عموم المجتمع‪.‬‬        ‫صو ًرا غريبة للمرأة بمنظور‬                         ‫لحقبة الثمانينيات التي‬
  ‫لقد صرحت ثيلما أوروي‬            ‫ذكوري بحت يؤسس لفكرة‬
  ‫أستاذة الاجتماع المرموقة‬        ‫في منتهي الخطورة‪ ،‬وهو أن‬                       ‫انسحقت فيها النساء تحت‬
   ‫تصري ًحا عمي ًقا ودا ًّل‪ ،‬إن‬    ‫المرأة الضعيفة عندما تأخذ‬                     ‫وطأة الوحدة ولقمة العيش‬
                                                                                ‫وهمشت تهمي ًشا أكثر قسوة‬
     ‫أية نتائج حصل عليها‬            ‫فرصتها في الحياة تتحول‬                        ‫وتوح ًشا‪ ،‬وعادت السينما‬
 ‫النساء هي هزيمة في معظم‬            ‫لطاغية تطيح بالرجل‪ ،‬مما‬                   ‫لتتلاعب بصورة وقيمة المرأة‪،‬‬
  ‫الأحيان‪ ،‬فالكفاح في سبيل‬          ‫ضاعف من خوف الرجال‬                        ‫ما بين الصور العصرية للعهر‬
  ‫أن تحصل المرأة على مزيد‬            ‫وحذرهن من فتح المجال‬                     ‫الجديد والتفريط المقنن لمفاهيم‬
                                    ‫على مصراعيه أمام النساء‬                      ‫الشرف تحت وطأة البطالة‬
    ‫من الإمكانيات يمكن أن‬           ‫والارتكان للصورة الآمنة‬                   ‫والفقر واختفاء الكفاح المخملي‬
      ‫يحل مشكلات أخرى‪،‬‬           ‫على نفسه وعلي أسرته للمرأة‬
                                  ‫المقموعة المقصوصة الجناح‪،‬‬                        ‫القديم لنساء الستينيات‪،‬‬
‫ولكنها ليست المشكلات التي‬           ‫بل إن المبدعات النسويات‬                       ‫فشاهدنا شخصية مني في‬
  ‫تتعلق بالعلاقة بين الرجل‬           ‫الجديدات أنفسهن ضقن‬                       ‫الخيط الرفيع‪ ،‬وأمينة في أنف‬
    ‫والمرأة‪ ،‬فهي علاقات لا‬       ‫ذر ًعا بالدوران في فلك الدفاع‬
 ‫تستطيع القوانين أن تصنع‬         ‫عن قضايا بديهية‪ ،‬ففي حوار‬                         ‫وثلاث عيون‪ ،‬وأميرة في‬
    ‫فيها الكثير‪ ،‬وأن دعوات‬        ‫مع المخرجة المغربية (فريدة‬                    ‫البنات والجامعة‪ ،‬وفتحية في‬
    ‫المساواة في حقوق المرأة‬        ‫بليزيد) ذكرت أنها تود أن‬                      ‫النداهة‪ ،‬أو عايدة في انتبهوا‬
   ‫التي يتشدق بها المجتمع‬        ‫تمضي في أفلامها نحو تناول‬
                                    ‫أشياء أخرى غير النساء‪،‬‬                               ‫أيها السادة‪ ..‬إلخ‪.‬‬
‫الدولي بأعلي صوته‪ ،‬لن يحل‬          ‫وعلي حد قولها‪ ،‬أنا لن أظل‬                    ‫ومع انهيار الطبقة المتوسطة‬
 ‫مشاكل المرأة‪ ،‬فالمساواة في‬         ‫أبكي حياتي لكوني امرأة‪.‬‬
  ‫الحقوق فقط لم تكن يو ًما‬        ‫لقد دلفنا إلى الألفية الجديدة‬                    ‫القديمة وصعود التيارات‬
    ‫ح ًّل لمشاكل المطحونين‪،‬‬         ‫بواقع جديد ومعقد أعادنا‬                            ‫الدينية المتشددة منذ‬
   ‫إنها تضاعف من آلامهم‬
                ‫وأعبائهم‪.‬‬            ‫للوراء لعقود‪ ،‬وأصبحت‬                      ‫السبعينيات التي رفعت شعار‬
    ‫وأخي ًرا هل يمكننا القول‬       ‫المرأة تناضل ضد شعورها‬                     ‫«أن الحياة سجن المؤمن وجنة‬
    ‫إن جوهر مآسينا يكمن‬
   ‫في فقدنا الكبير للاهتمام‬             ‫بالذنب‪ ،‬تجاه نضالها‬                      ‫الكافر» فإن أول من سجن‬
 ‫الحقيقي بأي أزمة أو حدث‬          ‫بالأساس‪ ،‬لرغبتها المحمومة‬                       ‫هو المرأة‪ ،‬فيما ظل الرجل‬
 ‫فعلي‪ ،‬لكننا لم ينقصنا يو ًما‬                                                  ‫يتمتع بكامل حريته وسطوته‬
‫هؤلاء الكثر الذين يتظاهرون‬          ‫في أن تكسب الجميع وهو‬                        ‫برغم الأوضاع الاقتصادية‬
         ‫بتشخيص الأزمة‬                     ‫مستحيل حدوثه‪.‬‬                         ‫والسياسية التي سحقتهما‬
                ‫‪------‬‬                                                          ‫م ًعا على حد سواء‪ ،‬وافترس‬
 ‫* أستاذ السيناريو بالمعهد‬       ‫لقد مضت على اعتماد اتفاقية‬                        ‫المجتمع نساء تلك الطبقة‬
            ‫العالي للسينما‪.‬‬        ‫القضاء على أشكال التمييز‬                        ‫اللائي كن مؤهلات طب ًقا‬
                                                                                ‫للمعايير الأيديولوجية للتعلم‬
                                 ‫والعنف ضد المرأة ما يتجاوز‬                      ‫والتثقيف والعمل والقيادة‪.‬‬
                                   ‫الأربعة عقود‪ ،‬بيد أن الردة‬                  ‫ومنذ التسعينيات وحتي الآن‬
                                      ‫الاجتماعية التي حدثت‬                      ‫لم تقدم السينما للمرأة شيئًا‬
                                    ‫من جراء العولمة ورخاوة‬                    ‫ذا قيمة برغم بزوغ صناع من‬
                                    ‫القوانين تلعب دو ًرا كبي ًرا‬               ‫مخرجين وكتاب نساء كنادية‬
   207   208   209   210   211   212   213   214   215   216   217