Page 217 - ميريت الثقافية العدد 30- يونيو 2021
P. 217
الملف الثقـافي 2 1 5
ولم تتوقف مطالبات الإسلامية على اختلافها ليست ممارسة مرضية
السلفيين والإسلاميين للرد عليه وتأكيد صحة ولكنها ممارسة طبيعية مقننة
المتشددين بعدها في البرلمان مرويات البخاري وكتب ومشروعة دينيًّا ،ليس بشكل
وخارجه بألا تحدد القوانين الحديث .أسفر الجدل عن
سن الزواج لأن هذا التحديد كشف حقيقة تجذر وتعمق اجتماعي بحكم انتماء النبي
مخالف للشرع الإسلامي المشكلة في الوعي الديني لمجتمع عربي قديم عاش
ولسنن النبوة ،ورغم الإسلامي إلى حد بعيد،
تحدي الدولة الصريح لدرجة تصدي الفقهاء لدفع فيه وتأثر بعاداته وتقاليده
للتشدد الإسلامي والذي تناقض زواج النبي من السائدة ،ولكن بشكل ديني
برز مؤخ ًرا في قرار رئيس عائشة وهي في سن يجعلها بحكم أن كثي ًرا من المسلمين
الجمهورية بإصدار قانون من وجهة النظر الإسلامية
مستقل يجرم بحسم زواج غير مكلفة بأداء الفروض يعتبرون أفعال وأقوال
الطفلات قبل سن 18سنة، الدينية ،فقالوا إنه لا بأس في الرسول سننًا مقدس ًة واجبة
إلا أن الظاهر أن المشكلة ذلك ولا تلازم بين الأمرين
دينيًّا وثقافيًّا ومجتمعيًّا (!!) ،واستعانوا لإثبات الاتباع .واعتمدت محاولة
تتجاوز هذا الإجراء المهم ذلك بمرويات «عائشة» «البحيري» على تكذيب
والضروري والحاسم، نفسها مثل قولها الذي رواه
لأننا سنظل -لوقت طويل- الترمذي« :إذا بلغت الجارية الروايات التي تتحدث عن
نعيش برغم القانون أجواء تسع سنين فهي امرأة»!! زواج النبي بعائشة وهي طفلة
عدم اعتراف بخطورة الميل وما رواه البخاري وغيره من
الجنسي للأطفال ،وبكونه حلم النبي بعائشة في منامه ابنة تسع سنوات ،وخطبتها
مر ًضا ينبغي التصدي وقوله لها« :أُريتك في المنام قبل ذلك وهي طفلة بنت ست
لعلاجه بطرق الطب وعلم مرتين أرى أنك في سرقة من
النفس ،طالما أن الثقافة حرير ويقال :هذه امرأتك، أو سبع سنوات ،وفعل ذلك
الدينية ستظل مصرة على فاكشف عنها فإذا هي أنت باستخدام أدوات ومعايير
تأكيد أن الزواج بالطفلات فأقول إن يك هذا من عند الفحص في علم الحديث نفسه،
حق شرعي للمسلم وسنة الله يمضه» .وقول غير النبي لكن محاولته كان يجب أن
عن نبي الإسلام ،وهو مثل «أبي برزة الأسلمي» تفشل لأسباب كثيرة ،منها
ما سيعزز في وعي أو لا الذي يورد مسند أحمد أن أدوات الفحص الحديثي
وعي المتحرش ومريض قوله« :وكانت الأنصار إذا نفسها ليست محكمة بحيث
كان لأحدهم أيم لم يزوجها تستطيع أن تخرج بالقول
«البيدوفيليا» أحقية حتى يعلم هل للنبي صلى الفصل المحكم النهائي بشأن
ميوله الهمجية في الظهور الله عليه و سلم فيها حاجة أي حديث ،ولا يزيد مفعولها
«الشرعي» ولو تحت ستار أم لا» .وقالوا إن بنت تسع
الظلام ،مما يعني أن جريمة سنين صالحة للوطء وبالغة المعتاد عن إقرار ميل أو
مبلغ النساء في كثير من ترجيح لصحة أو ضعف
فتاة المعادي قد تكون البلدان لأنه يختلف باختلاف الرواية ،والسبب الآخر أن
عرضة للتكرار الأشخاص والبيئات!! وإلى محاولة «البحيري» ارتطمت
بتقديس مدونات الحديث
ما هنالك. ومنها مدونة «البخاري»
بالذات وهي تؤكد أن النبي
تزوج عائشة وهي طفلة.
أفرزت محاولة «البحيري»
جد ًل واس ًعا كشف الكثير
من المشكلات والمتناقضات
لكنها لم تؤ ِّد إلى حلها ،فقد
تصدت المرجعيات التقليدية