Page 220 - ميريت الثقافية العدد 30- يونيو 2021
P. 220
العـدد 30 218
يونيو ٢٠٢1 يصمتن عن تجاربهم(،)2
الحقيقة أن ثقافة الصمت
تتجنب الضحايا التحدث في الطفل المعزول يفتقر إلى موجودة عند كل الضحايا
كثير من الأحيان. الثقة اللازمة والدعم في سواء كانت أمرأة أو طف ًل أو
الكشف عن الإساءة ،ويزيد طفلة ،فقط هناك اختلافات
في كتابه «العار :قوة اعتماده على الجاني لعدم بسيطة سنوردها في الآتي:
الرعاية» يفسر الكاتب وجود شبكة دعم موثوقة من
كيف أن الضحية تشعر البالغين والأقران الذين قد تتكون ثقافة الإسكات
بالخزي والعار بعد تعرضها يخيبون ظنه في مساعدته أو والصمت عند الضحايا الأطفال
للاعتداء أو التحرش ،حيث يلقوب اللوم عليه ،وعلى هذا قبل فعل الإساءة نفسه بوقت
تشعر بالعجز والغزو، المنوال تؤدي كل هذه العوامل
فمجرد التعرض للتحرش إلى إحساس الطفل بالخزي طويل ،الأمر يتعلق بفهمنا
يسبب شعو ًرا بنزع الصفة ولوم الذات الذي قد يؤدي به الثقافي الأكبر كمجتمع للعنف
الإنسانية وهو رد فعل لضرر نفسي بالغ(.)3 الجنسي ،منذ اختلال توازن
طبيعي وإنساني على القوى بين الكبير والصغير،
الانتهاك أو الإساءة ،نابع أ ّما عن ثقافة الصمت
في الواقع من طبيعة تلك لدى الضحايا من الفتيات ُيربى الأطفال على أنه من
الإساءة والانتهاك ،فطبيعة المفترض إطاعة الكبار ،وأن
البشر أنهم يريدون الاعتقاد والسيدات فالأمر يطول عدم القيام بذلك قد يؤدي إلى
بكامل سيطرتهم على ما شرحه ،خاصة في ظل عواقب وخيمة ،هذه الطبيعة
يحدث لهم ،فهزيمة تلك مجتمع شرقي تبرز فيه الهرمية بين تقلل احتمالية
السيطرة من خلال هذا السلطة الأبوية بشكل كبير، التحدث عند الإساءة ،بجانب
النوع من الإيذاء ،يؤدي هناك عقلية وثقافة تحتاج التهديد الضمني أو الصريح
للشعور بالإهانة ،كما للتغيير ،يمثل التحرش بالتزام الصمت بعد «الواقعة»
يمكن أن ينتقل هذا الشعور الجنسي -إلى حد كبير- خاصة إذا كانت الإساءة من
بالخزي إلى لوم الضحايا النوع الأكثر شيو ًعا من شخص قريب منه ،حيث تشير
لأنفسهم( ،)4لذلك يصمتن العنف الجنسي الذي تواجهه الإحصائيات إلى أن عد ًدا كبي ًرا
ولا يكسرن حاجز الخوف. المرأة في مصر؛ حيث يقيد من حالات التعدي على الأطفال
كذلك قد تتصرف الضحية حريتها وحركتها ويعيقها عن تأتي من أشخاص مقربين في
بطريقة غير متوقعة ،كأن الظهور بمفردها في الأماكن العائلة ،نظ ًرا لسهولة الوصول
تجمع شتات نفسها وتظهر العامة ،يعاني النساء كوابيس إليهم ،فالجاني دائ ًما يبحث عن
بمظهر متماسك ،وبالتالي يومية عندما يخرجن ،بغض الهدف الأسهل ،وبالتالي سيظل
تفقد تفاعل المحيطين معها، النظر عن حالتها الاجتماعية الطفل يلتزم الصمت حتى
لأن الطريقة الوحيدة أو طبقتها ،هذا العنف اليومي بعد سنوات طويلة من سوء
لتفاعلهم هو أن تتصرف يحد من حرية المرأة في
الضحية كضحية منكسرة، التنقل ،بما في ذلك استخدام المعاملة.
مفتتة ،مهزومة ،وخائفة، وسائل النقل العام ،والخروج هذا الإسكات كذلك يأتي
وعندما لا تص ِّدر لهم رد خلال العطلات الرسمية، من طبيعة الإساءة نفسها،
الفعل هذا ،فالطبيعي ألا أو المشي في الشوارع بعد خاصة عندما يسهدف الجناة
تلفت انتبا ًها ولا تجلب حلول الظلام ،أو الخروج نقاط الضعف في الأطفال،
في الشارع على الإطلاق، كأطفال الأسر المفككة وأطفال
تعاط ًفا. ومع نقص القوانين الرادعة الشوارع ،حيث تتم عملية
السبب الآخر لصمت والوضع الاجتماعيالمترهل الاختيار هذه لضمان أن