Page 225 - ميريت الثقافية العدد 30- يونيو 2021
P. 225
223 الملف الثقـافي
المتحرشون يطاردون البنات في الشارع المصري حدثنا أبو اليمان أخبرنا
شعيب عن الزهري قال
التحرش السياسي أخبرني علي بن الحسين
رضي الله عنهما (أن صفية
قواعد همجية بصيغة الآخرين الشخصية ،فقالوا زوج النبي أخبرته أنها جاءت
تقديسية ترسخ لمعنى إن من شأن الإنسان وإلزا ًما رسول الله تزوره وهو
الحاكمية ،فعلى كل إنسان معتكف في المسجد في العشر
أن يكون دائ ًما بمقياس عليه الابتعاد عن مواطن الأواخر من رمضان ،فتحدثت
رسم يتناسب طرد ًّيا مع التهم والشبهات وكل ما عنده ساعة من ال ِعشاء ،ثم
حالة تطفل الناس ،وإلزامه ُيوقعه في موضع ريبة من قامت تنقلب «أي ترجع إلى
بتقديم كشف حساب الآخرين ،ذلك لأن مواطن بيتها» فقام معها النبي يقلبها
دوري عن نوع العلاقات الشبهة قد تجر الناس إلى «أي ُيرجعها إلى بيتها ويمشي
التي لا تخص إلا القائمين إساءة الظن وإطلاق ألسنتهم معها» حتى إذا بلغت باب
فيه ،ومن اتقى الشبهات المسجد الذي عند مسكن أم
بها ،ولا شأن لكائن فقد استبرأ لدينه و ِعرضه؛ سلمة زوج النبي ،مر بهما
من كان في تخطي غير فعلى المرء أن يطلب السلامة رجلان من الأنصار فسلما
المسموح ،أو حتى أن يتجرأ من الناس بإظهار البراءة على رسول الله ،ثم نفذا «أي
بالسؤال ،لكن الواقع المؤلم من الريب ،ويزيل أسباب أسرعا» فقال لهما رسول الله
أن الجميع ُمستباح للجميع، على رسلكما «أي على مهلكما»
فلا مكان للخصوصية في الوسواس من القلوب. إنما هي صفية بنت حيي،
مجتمع التقديس ،فشعارهم هذه هي القواعد التي أسسها قالا سبحان الله يا رسول
الله ،و َك ُبر عليهما «أي َع ُظم
أصحاب اليقين المختصين، وشق» ما قال ،فقال النبي :إن
الشيطان يجري من ابن آدم
مبلغ الدم ،وإني خشيت أن
يقذف في قلبيكما).
بالرجوع إلى شرح هذه
الرواية ،التي هي كلام مرسل
منقول بلا إسناد مادي أو
دليل ،غير أنها قول ُمقال
تناقلته الألسن عبر سنين،
وأصبح لزا ًما علينا التصديق
والتقديس للنص والتفسير،
الذي هو بالتبعية تحليل بشر
جعلوا من أنفسهم المصدر
الرئيسي للفهم والتأويل.
وبنا ًء عليه فقد أوردوا في
شرح هذا النص القواعد
المثالية في تبرير اقتحام حياة