Page 66 - ميريت الثقافية- العدد (29) مايو 2021
P. 66
العـدد 29 64
مايو ٢٠٢1
سناء مصطفى
فقط كعناقك الأخير
رغم أنها كانت تحشو وسادته بالمطر.. عادي ٌة أنا..
وتحبس الشمس بين ضفتي دولابها، وأريد ان أكتب ن ًّصا عاد ًّيا
و ُتغ ِر ُق أمسياته بتفاصيل ممل ٍة عن امرأ ٍة أحبت رج ًل
عن واديها البك ِر الذي تق ّطر ْت أعنا ُبه رغم أنه لم يمنحها جل ًدا رقي ًقا،
في كأس صيا ٍد ماك ٍر ولم ُيهدها ورد ًة،
ثم تركها عاري ًة لم يكن يحب التواريخ،
ولا الموسيقى التي تهش بها كل ليلة
كقم ٍر وحي ٍد في منتص ِف نيسان..
عن جارتها التي تجيد الرقص ،مث ًل، غيما ِته الألكترونية..
وهي معلقة في السقف كمصباح نيون كان ينظر في ساعته
كلما أغمضت عينيها،
يوشك على الانفجار..
عن العصفور الذي فتح ْت له باب القفص، واشته ْت ُقبل ًة..
يتمايل دخا ُن سيجارته على جسدها،
فاصطدم بقافي ٍة
هارب ٍة من بئ ٍر قديم ٍة ويشكل مد ًنا مسكون ًة بالرغبات،
ورس ًل ينفخون في المزامير:
ثم مات. «يا جسدها ح ّي على الحب»
عن فستانها الشفاف
الذي ضبطته يدخن التب َغ فتسجد امرأ ٌة تعشق الصلصال،
رغم أن رج ًل تحبه
عند الحائط الخلفي يأ ِسر عينيه الضوء.
حتى احترق.
***
لأجل تلك التفاصيل التي تجعل الوقت
يتسرب من عينيه عادي ٌة أنا..
وأريد أن أكتب ن ًّصا عاد ًّيا
كما يتسرب الماء من عيني النهر
كان يشاطرها الحب عن رج ٍل أحب امرأة
لا يستر عريهما
إلا قم ٌر وحي ٌد في منتصف نيسان.