Page 18 - ميريت الثقافية رقم (27)- مارس 2021
P. 18
العـدد 27 16
مارس ٢٠٢1
الكتابة بكل مجال تاني حتى الدستور والقوانين الدين ،والهوية ،ودي ضلالات أو تشككات بارانويا
والمخاطبات الرسمية والمستندات والصحف مالهاش أساس .لو الكتابة بالعامية مؤامرة على
والرسايل العلمية كمان.
الفصحى ولو ده مؤامرة ع الدين ،تبقى إيه الكتابة
والمسافة كبيرة بين كمية الشعر وكمية السرد بأي لغة تانية في العالم؟ يعني يبقى أصل التآمر هو
المكتوبين في مصر بالعامية .وده له أسبابه ،يمكن الكتابات اللي بالفارسية أو التركية في بلاد معظمها
ياخدنا شرحها خارج موضوعنا .ولو وزنا مجمل
مسلمين مث ًل ،دا احنا كده يبقى مجرد كلامنا مع
الشعر المكتوب بالعامية قصاد شعر الفصحى بعض بالعامية مؤامرة.
فظني شعر العامية يغلب ،عشان تفهمني كفاية بس
إرث أو رصيد الكتابة بالعامية المصرية
تقول رباعيات صلاح جاهين .إيه المعيار بتاعي وواقعها الحالي
هنا؟! هل هو الكم ،لأ .معياري هو مدى إنسانية
الشعر ده وقدرته على التجاوز ،من الوجهة دي، خد بالك احنا قلنا إرث ،لا قلنا ميراث ولا ورث،
زي ما قلنا الهوية من شوية ،وهي كلمة دارجة
مفيش عندنا نص شعري فصيح أد الرباعيات في بلاد عربية غير مصر ،بس عندنا الكلمة دي
في تجاوزها للزمان والمكان إلى الإنساني العام، فصحى ،لكن مستوى الكتابة العامية هنا يسمح
بعتقد إنها أحسن من رباعيات الخيام ،اللي مجمل بيها ،دا من بعض عبقرية العامية في استيعاب
دلالاتها يخليها كأنها رباعية واحدة مكررة بألفاظ
مختلفة .والأكيد عمل زي الرباعيات ماكانش ممكن الألفاظ الفصيحة:
يظهر من غير ما يكون فيه أرضية غنية من الشعر
المكتوب بالعامية .وده يخلينا لما نبص في مربعات أو ًل الشعر:
ابن عروس نقول انه غالبًا كانت تسبقه إنجازات
الشعر منطقة الإنجاز والتألق للإبداع بالعامية
شعريه عامية جامدة ج ًّدا ما وصلتناش. في مصر ،من ابن عروس ،لبيرم التونسي ،وفؤاد
حداد ،وما بعد سيد حجاب ،حتى هشام الجخ ولو
ثان ًيا الأغاني: تحفظت عليه من وجهة نظر ما ،فهو عامل تواصل
حطيت الأغاني في بند منفصل عشان أهميتها، جماهيري ماحدش ينكره ،المهم ان الشعر هو
من حيث انها أكتر الفنون اللي أثرت في الوجدان الأسبق والأكثر حضو ًرا ،ابن عروس فيه اختلاف
المصري المعاصر ،بس فيه ناس مش بتبص لها على ميلاده وعليه هو نفسه ،غالبًا كان في العصر
كويس ،ومش عارفة قيمتها الفعلية ،وبصرف المملوكي ،وكمان الملاحم أو السير الشعبية اللي
النظر عن فهم كل واحد لمعنى الشعر لازم نتفق ساعات بتختلط فيها العامية بالفصحى ،والسير
ان الأغاني جزء أصيل من الحالة الشعرية عمو ًما، أو الملاحم بتأكد حقيقة تاريخية ،إن الشعر سابق
واحنا عندنا شعراء فصحى كبار كتبوا أغاني للظهور على النثر في التاريخ اللغوي والعام
عامية ،أحمد شوقي كتب «النيل نجاشي» ،وفيه للشعوب ،الشعر سبق النثر عند العرب ،الشعر
الجاهلي سبق أول كتاب نثري في اللغة العربية
شعرا كبار ما تعرفلهمش غير أغاني بس زي اللي هو القرآن الكريم ،والشعر سبق النثر عند
العظيم مرسي جميل عزيز .صلاح جاهين اللي لا
جدال في عظمة قامته الشعرية -دا لو ما وافقتنيش السومريين وفي اليونان حيث إن الملاحم زي
إنه أكبر شعراء مصر على الإطلاق -كتب أغاني جلجامش والإلياذة والأوديسا سبقت الكتابة
ما تتنسيش في كافة الأنواع الغنائية ،واحنا مش والكتب النثرية ،وهكذا يظهر دا برضه هو اللي
في مجال العرض التاريخي ولا البحث الأكاديمي حاصل عندنا ،من حيث ان الشعر سابق في العامية،
عشان أرص لك بيرم بأه ،وأحمد رامي ،والأبنودي، واحتمال الإبداع الفني «شعر وسرد» طبيعي
يسبق ظهور النثر العامي العادي واستعماله في
وسيد حجاب ،إلى آخره.
وصراحة ،نظلم شعر الفصحى كتير لو بصينا