Page 13 - ميريت الثقافية رقم (27)- مارس 2021
P. 13
11 إبداع ومبدعون
رؤى نقدية
في الجوهر على عكسها ،مثل
الحديث عن صدام حسين
بوصفه «القائد العظيم»
(ص ،)61وإيراد كلمة
«الواحد» من قبل (منار)
واستفسارها من عبد الحليم
عن المقصود بالواحد ،الذي
يحيل إلى صدام حسين أو
نيوتن ،لكن جواب عبد الحليم
يكشف عن غباء وعدم تركيز
يثير السخرية عندما يجيب:
« -نعم ..أعرف هذا الواحد،
وتليفونه في جيبي».
(ص)92
أما مفهوم الباروديا أو
أندريه بريتون لندا هتشبون ميخائيل باختين المحاكاة الساخرة ،فتنطوي
على محاكاة عمل آخر
العظيم» لجارلي جابلن ( )1940عن هتلر بقصد السخرية .وترى الناقدة (لندا هتشبون)
و»الدكتاتور» ( )2012عن القذافي وصدام حسين في كتاب لها عن المحاكاة الساخرة تكشف عن
ومسرحية «الزعيم» لعادل إمام وغير ذلك كثير.
أما مفهوم الكوميديا السوداء أو المظلمة ،فهو من تشفير مزدوج ،بالمصطلح السياسي ،فهي
المفاهيم والآليات الحديثة الموظفة لتصوير المشاهد «تشرعن» الباروديا وتسفهها في الوقت ذاته من
العنيفة والقاسية مثل الحروب والجرائم والخيانة خلال استحضار مقتبسات ساخرة أو تناصات.
الزوجية والانتحار والانقلابات العسكرية وتلاحظ هذه الناقدة أن مفهوم الباروديا من
والاغتصاب والإرهاب ،وأكل لحوم البشر، المفاهيم الأساسية التي تعنى بها ما بعد الحداثة.
وغيرها من التابوات أو الممنوعات عبر منظور ويذهب ميخائيل باختين إلى أن الباروديا هي من
أقوى الأساليب التي تحقق التفاعل بين النصوص
محايد وبارد بعي ًدا عن الحس الفجائعي. على مستوى اللغة ،حيث يرى أن الباروديا تمثل
ومع أن (الويكيبيديا) تؤرخ لظهور هذا المفهوم في حضو ًرا نصيًّا ساب ًقا في نص لاحق على مستوى
السينما مع ظهور فيلم (حب غريب) والذي يدور الملفوظات والصيغ التعبيرية ،وأن هذا اللا توافق
حول إلقاء القنبلة الذرية وإنهاء الحياة البشرية بين لغة النص السابق ،والنص اللاحق ،هو
بطريقة باردة وساخرة ،فإن هناك من يذهب إلى ما يحقق المحاكاة الساخرة ،ويهدف إلى فضح
أن المفهوم نشأ في زمن أسبق ،إ ْذ سبق للشاعر
النصوص السابقة وتحطيمها .وتلمح جوليا
السوريالي أندريه بريتون وأن نشر كتا ًبا تحت كرستيفا من خلال قاعدة «التحويل» أن كل نص
عنوان «مختارات من الكوميديا السوداء» ،وهناك هو امتصاص وتحويل ونفي لنصوص أخرى،
من يبحث عن جذور أبعد تمتد إلى القرن الثامن
وهو ما يس ّوغ القول بأن الباروديا تفتح منافذ
عشر والشاعر جوناثان. اتصالية مع التناص.
وفي رواية ميسلون هادي ،قدمت الكثير من ويمكن القول إن تقديم شخصية الديكتاتور
في السينما هو مثال على الباروديا أو المحاكاة
المشاهد المؤلمة والقاسية من خلال منظور الساخرة ،كما وجدنا ذلك في فيلم «الدكتاتور