Page 16 - ميريت الثقافية رقم (27)- مارس 2021
P. 16
العـدد 27 14
مارس ٢٠٢1
محمد داود
مشاكل الكتابة السردية
بالعامية المصرية
الكتابة بالعامية ممكن تغير طريقة الكاتب في الترجمة عن ذاته،
وينتج عن استعمالها تقديم تجربة تعبيرية مختلفة لتجربة انفعالية
كان ممكن تاخد شكل تاني لو انكتبت فصحى ،زي كاتب كويس في
كتابته بالعربي بعدين يكتب باللغة الإنجليزية -اللي هو كويس فيها
برضه -نتيجة دافع داخلي بالتغيير أو التجديد اللي ممكن نعتبره
من دوافع التجريب .ويظهر دا يخلينا ملزومين نقول؛ لحد ما تبقى
الكتابة بالعامية عمو ًما وكتابة القصص والروايات بالذات شيء عادي
ومنتشر ،مش هنقدر عند عموم الكتاب نتجاهل ان الكتابة العامية
ممكن تفرض روح التجريب على الكاتب ،أو يجوز يكون اللجوء ليها
نتيجة رغبة أصيلة في كتابة تجريبية.
فرق الإيقاع هو الأهم أو هو الأساس اللي بيشمل أهم فرق بين العامية والفصحى
الفروق التانية بين العامية والفصحى ،مث ًل لو
الكلام ما يخلصش في الفروق بين العامية
هتقول بالفصحى« :هريدي كالأسد» ،فانت فع ًل
في منطقة الفصحى إيقاعيًّا ،لو قلتها «هريدي مثل والفصحى ،من حيث بناء الجملة ونطق الحروف،
والكلمات وأصولها ،مث ًل من حيث بناء الجملة ،في
الأسد» فانت بتقرب من الإيقاع العامي اللي هو؛ العامية اسم الإشارة بييجي عادة بعد الاسم تقول
هريدي زي الأسد .ولو قلت «هريدي أسد» تبقى
لعبت ع الونجين ،فصحى تمشي عامية والعكس، «الراجل ده» ،مش «هذا الرجل» زي الفصحى،
مع ملاحظة التخلي عن إعراب هريدي اللي يستلزم وعادة أداة الاستفهام بتيجي في نهاية السؤال زي
التنوين هريد ٌي ،فلو قريتها «هريد ٌي أس ٌد» ،فانت
كده خلاص بره الإيقاع العامي .وكتير من الكتاب «محمد فين ،جي منين ،ورايح فين؟» مش زي
بيعتمد على غياب التشكيل في القراية ،بغرض اللعب الفصحى «أين محمد؟ من أين أتى؟ ولأي مكان هو
ع الونجين ،تبقى الكتابة فصحى شك ًل والنطق ذاهب؟» ،كده يعني ،الفروق دي وغيرها بتنعكس ع
الإيقاع ،زي بقية الفروق ،ودا اللي عاوز أقوله ،وهو
ممكن فصحى أو عامية.
نطلع من كده بإن كتير من الألفاظ الفصيحة تنفع إن الفرق بين العامية والفصحى إيقاعي أسا ًسا.
الإيقاع العامي إجما ًل أسرع ،ومرن أكتر من
تتحط في الإطار العامي ،زي ما كتير من ألفاظ
عامية ممكن تتحط في الإطار الفصيح ،وبكده يبقى الفصيح ،صحيح ده موضوع نسبي ،عشان العامية
هي اعتيادنا صبح وليل ،بس ده واقعنا برضه،