Page 202 - b
P. 202
على مائدة القرابين يقف كاهنان ..في اليد الأخرى أداة لفتح الفم على
هيئة سهم ..يتمكن من خلالها المتوفي من الحصول على قدرة تناول
الطعام والشراب والحديث في العالم الآخر ..تحتهما مائدة قرابين بها
الأعشاب والبقول والفواكه».
المقطع المقتبس السابق يقول إن الحياة بعد الموت ،والحساب،
جزء من العقيدة المصرية القديمة ،قبل نزول الديانات الإبراهيمية
بآلاف السنين ،وكذلك الجنة والنار ،يقول« :الجنة عند عقائد مصر
القديمة موجودة تحت الأرض ،وبسبب ذلك تم دفن الموتى تحت
الأرض ،ففيها الجنة والأنهار» .وفي الأساطير اليونانية والرومانية
والفارسية القديمة معتقدات مثل تلك أي ًضا ،مما يعني -حسب هذا
الظن ومعتنقيه -أن الأديان الإبراهيمية استنسخت فكرة الثواب
والعقاب والجنة والنار من أساطير الحضارات القديمة ،وجعلتها
تحفي ًزا للناس لكي يتسابقوا إلى الطاعة ،وأن عدم اتفاق الديانات
الإبراهيمية الثلاث على شكل (الجنة) -كما لم يتفقوا على أشياء
كثيرة مع أنهم من جذر واحد -يساعد على النظر في تلك الآراء،
وإعادة تدبر موضوع الجنة كام ًل.
202