Page 199 - b
P. 199

‫النعيم‪.‬‬
‫وروى الطبراني في «الكبير» (‪ ،)7479‬وأبو نعيم في «صفة الجنة»‬
‫(‪ ،)367‬والبيهقي في «البعث والنشور» (‪ )367‬عن أبي أمامة‪« :‬أن‬
‫رسول الله سئل‪ :‬أيجامع أهل الجنة؟ قال‪ :‬دحا ًما دحا ًما‪ ،‬ولكن لا‬
‫َمنِ ٍّي‪ ،‬ولا منيَّة»‪ .‬وقوله‪« :‬لا مني ولا منية» يعني لا مني ينزل منهم‪،‬‬
‫ولا يحصل لهم موت فيقطعهم عن نعيم الجنة‪ ،‬قال ابن القيم‪« :‬أي‬

                                            ‫لا إنزال ولا موت»‪.‬‬
‫وفي مقطع فيديو منشور على موقع يوتيوب لقاء للشيخ محمد‬
‫علي الشنقيطي(‪ ،)11‬يقوم بعملية حسابية لعدد الحوريات اللائي‬
‫سي ُك َّن من نصيب كل مسلم موعود بالجنة‪ ،‬ومدة النكاح‪ ،‬يقول‪« :‬لكل‬
‫مسلم في الجنة حوريتين‪ ،‬هذا لا نقاش فيه‪ ،‬وكل حورية لها سبعين‬
‫وصيفة‪ ،‬الحورية حلالك والوصيفة حلالك‪ ،‬لو فرضنا أن عنذك‬
‫أربع زوجات‪ ،‬مع كل واحدة سبعين حورية‪ ،‬مع كل حورية سبعين‬
‫وصيفة‪ ،‬كم صار الجميع؟ وبعملية حسابية يحصل كل مسلم على‬
‫‪ 16900‬حورية بخلاف زوجاته الأربع‪ ،‬فيما يدوم نكاح الجنة ‪70‬‬
‫سنة من سنوات الدنيا» (يقصد مدة النكاح في المرة الواحدة)! قبل أن‬
‫تنادي عليه حورية أخرى قائلة «يا عبد الله‪ ،‬أ ليس لنا فيك نصيب؟»‬
‫مشي ًرا إلى أنها أجمل من الأولى‪ ،‬ثم حورية أخرى أكثر جما ًل‪ ..‬وهكذا‬

                                                      ‫دواليك‪.‬‬

         ‫صورة الجنة بين الحقيقة والمجاز‬
‫كثيرون من المستشرقين والباحثين يرون أن أوصاف الجنة التي‬
‫وردت في القرآن ليست حقيقية‪ ،‬وإنما صيغة مبالغة مجازية ت ِع ُد‬
‫بدو الحجاز بما ينقصهم في الواقع‪ ،‬وتقرب لهم صورتها حسب‬
‫ما يعرفون من متع الدنيا‪ ،‬فالجنة الإسلامية هي مكان فسيح فيه‬
‫أشجار وثمار وماء وخمر ولبن ونساء جميلات وجماع لا ينقطع‪،‬‬

                             ‫‪199‬‬
   194   195   196   197   198   199   200   201   202   203   204