Page 197 - b
P. 197

‫زواج الصالحين بالحور العين في الجنة مذكور في القرآن‪ ،‬قال‬
‫تعالى «كذلك وزوجناهم بحور عين» (الدخان‪ .)54 :‬وقال‪« :‬متكئين‬
‫على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين» (الطور‪ .)20 :‬وفي سورة‬
‫الرحمن يقول تعالى «فيهن خيرات حسان‪ ،‬فبأي آلاء ربكما تكذبان‪،‬‬
‫حو ٌر مقصورات في الخيام‪ ،‬فبأي آلاء ربكما تكذبان‪ ،‬لم يطمثه َّن إن ٌس‬
‫قبلهم ولا جان‪ ،‬فبأي آلاء ربكما تكذبان‪ ،‬متكئين على رفر ٍف ُخض ٍر‬
‫وعبقر ٍّي ِحسان» (الرحمن‪ ،)76 ،70 :‬وقال‪« :‬وحو ٌر عين‪ ،‬كأمثال‬

                                 ‫اللؤلؤ المكنون” (الواقعة‪.)23 :‬‬
‫و»الحور العين هو اسم يشير إلى اعتقاد إسلامي لكائنات في‬
‫الجنة‪ ،‬ويك َّن نسا ًء أُعددن لأصحاب الجنة من الرجال ويفوق جمالهن‬
‫الوصف‪ .‬ثبت في السنة النبوية أن للشهيد اثنتين وسبعين من الحور‬
‫العين‪ .‬وأن أدنى أهل الجنة له زوجتان‪ .‬ومنهم من له أكثر من ذلك‪.‬‬
‫فعن المقدام بن معد يكرب قال‪ :‬قال الرسول (ص)‪ :‬للشهيد عند الله‬
‫ست خصال‪ :‬يغفر له في أول دفعة من دمه‪ ،‬ويرى مقعده من الجنة‪،‬‬
‫ويجار من عذاب القبر‪ ،‬ويأمن من الفزع الأكبر‪ ،‬ويوضع على رأسه‬
‫تاج الوقار الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها‪ ،‬و ُيز َّو ُج اثنتين‬
 ‫وسبعين زوجة من الحور العين‪ ،‬ويشفع في سبعين من أقاربه»(‪.)8‬‬
‫وورد في سنن الترمذي‪ ،‬عن عليٍّ‪ ،‬قال رسول الله‪« :‬إن في الجنة‬
‫لمجتم ًعا للحور العين يرفعن بأصوا ٍت لم يسمع الخلائق مثلها‪ ،‬قال‪:‬‬
‫يقلن‪ :‬نحن الخالدات فلا نبيد‪ ،‬ونحن الناعمات فلا نبؤس‪ ،‬ونحن‬
‫الراضيات فلا نسخط‪ ،‬طوبى لمن كان لنا وكنَّا له»‪ .‬وأي ًضا قوله في‬
‫سنن ابن ماجه‪« :‬لا تؤذي امرأ ٌة زو َج َها إلا قالت زوج ُت ُه من الحور‬
‫العين‪ :‬لا تؤذيه قاتلك الله‪ ،‬فإنما هو عندك دخيل أوش َك أن يفار َق ِك‬

                                                        ‫إلينا»‪.‬‬
‫وفي صحيح البخاري (‪ )3081‬وصحيح مسلم (‪ )2834‬عن أبي‬
‫هريرة‪ :‬قال رسول الله‪ :‬إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة‬

                             ‫‪197‬‬
   192   193   194   195   196   197   198   199   200   201   202