Page 192 - b
P. 192
تعالى «وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغ ًدا حيث
شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين» (البقرة،)35 :
والتي أُخ ِرجا منها وهبطا إلى الأرض بعد ذلك «قال اهبطا منها جمي ًعا
بعضكم لبعض عد ٌّو فإما يأتينكم مني ه ًدى فمن اتبع هدا َي فلا يض ُّل
ولا يش َقى» (طه ،)123 :وكذلك تشير إلى كونها مسكنًا ومستق ًرا
للصالحين في الحياة الآخرة “أصحاب الجنة يومئ ٍذ خي ُر مستق ًّرا
وأحس ُن مقيلا” (الفرقان )24 :ولا توجد أي إشارة إلى أن هذه جنة
وتلك جنة أخرى ،بل ثمة تأكيد أن (الجنة) درجات بحسب عمل
المؤمن ،وأن سقفها عر َش الرحمن.
فقد أورد البخاري حديثًا صحي ًحا ،الصفحة أو الرقم،2790 :
عن أبي هريرة ،أن النبي (ص) قال« :من آمن بالله وبرسوله ،وأقام
الصلاة ،وصام رمضان؛ كان ح ًّقا على الله أن يدخله الجنة ،جاهد في
سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها ،فقالوا :يا رسول الله،
أفلا نبشر الناس؟ قال :إن في الجنة مئة درجة ،أعدها الله للمجاهدين
في سبيل الله ،ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض ،فإذا سألتم
الله ،فاسألوه الفردوس؛ فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة -أراه -فوقه
عرش الرحمن ،ومنه تفجر أنهار الجنة».
يقول النبي في الحديث إن كل مؤمن سيدخل الجنة ،جاهد أو قعد
في بيته ،لكن الجنة درجات أعلاها الفردوس ،وفوقه عرش الرحمن.
وفي شرح الحديث كما جاء في الموسوعة الحديثة( :)6الفردوس “هو
البستان يكون فيه الشجر والزهور والنباتات»؛ و»(أوسط الجنة،
وأعلى الجنة) ،والمراد بالأوسط هنا :الأعدل ،والأفضل ،كقوله تعالى:
«وكذلك جعلناكم أمة وسطا» (البقرة ،)143 :وقيل :المراد بالأوسط
السعة ،وبالأعلى الفوقية».
والجنة تأتي وحدها في أغلب الآيات ،لكنها تأتي مقترنة بصفة في
بعضها ،مثل جنة الخلد وجنة النعيم وجنة المأوى وجنة عالية ،وجنة
192