Page 187 - b
P. 187
الإسلام -وسآتي لها لاح ًقا ،-يقول “فمن نقض إحدى هذه الوصايا
الصغرى وعلَّم الناس هكذاُ ،يدعى أصغر في ملكوت السماوات .وأما
من ع َم َل وعلَّم ،فهذا ُيدعى عظي ًما في ملكوت السماوات» ،أي أن من
علم الوصايا للناس ولم يعمل بها هو س ُيدعى (أصغر) ،ومن عمل
بها وعلَّمها س ُيدعى (عظي ًما) .صحيح أن الفرق في المعاملة بينهما في
(الملكوت) ليست مذكورة ،لكن يمكن استنتاج أنهما ليسا متساويين.
ولكي نعرف (حجم) الأصغر والأعظم في (ملكوت السماء) فإن
يسوع يبين ذلك في إنجيل متى (مت “ :)11 :11الحق أقول لكم :لم يقم
بين المو ُلودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان ،ولكن الأصغر في
ملكوت السماوات أعظم منه» .ففي النص فإن يوحنا المعمدان -الذي
ع َّمد المسيح وبشر به -هو أعظم من ول َد ْت النساء ،لكن (الأصغر في
ملكوت السماء) أعظم منه ،فما بالنا بالأعظم؟!
-3في قوله “إنكم إن لم يزد ِب َّركم على الكتبة والفريسيين لن
تدخلوا ملكوت السماوات» إنما يشير إلى نوعين من المؤمنين:
أ -الكتبة:
الكتبة في «إسرائيل القديمة رجال متعلمون وعملهم هو دراسة
الناموس ونسخه وتدوين تفسيره .كما كان يتم توظيفهم أحيا ًنا عند
الحاجة إلى وثائق مكتوبة ،أو إلى تفسير نقاط قانونية .كان عزرا
«كاتب ماهر في شريعة موسى» (عزرا .)6 :7كان الكتبة ينظرون إلى
عملهم في حفظ الكلمة المقدسة بمنتهى الجدية؛ كانوا يقومون بنسخ
وإعادة نسخ الكتاب المقدس بكل دقة ،لهذا ،يمكن أن نعزو الفضل إلى
الكتبة اليهود في الحفاظ على أجزاء العهد القديم من الكتاب المقدس.
صار اليهود ُيع َر ُفون بأنهم «أهل الكتاب» بسبب أمانة دراستهم
للكلمة المقدسة ،خاصة الشريعة وطريقة تطبيقها .كان الكتبة معلمي
الشعب (مرقس )22 :1ومفسري الشريعة .كان لهم احترام كبير
في المجتمع بسبب معرفتهم وتكريسهم ومظهر حفظهم الناموس.
187