Page 188 - b
P. 188

‫ولكن الكتبة أضافوا إلى تفسير الناموس الكثير من التقاليد البشرية‪.‬‬
‫وصاروا محترفين في الإلتزام بحرفية الناموس مع تجاهل روح‬
‫الناموس‪ .‬وقد ساءت الأمور لدرجة أن القوانين والتقاليد التي‬

    ‫أضافها الكتبة إلى الناموس صارت أهم من الناموس نفسه”(‪.)2‬‬
                                           ‫ب‪ -‬الفريسيون‪:‬‬

‫“الفريسيون هم إحدى الفئات الدينية اليهودية الرئيسية الثلاث‬
‫التي كانت معروفة عند اليهود وحتى مجيء المسيح‪ .‬وهذه الفئات‬
‫الثلاث‪ ،‬هي‪ :‬الصدوقيون‪ ،‬والأسينيون والفريسيون‪ .‬وكلمة فريسي‬
‫بحد ذاتها‪ ،‬كلمة آرامية ومعناها “المنعزل”‪ ،‬فالفريسيون هم‬
‫«المنعزلون»‪ ،‬والمعروف عن الفريسيين أنهم أضيق الفئات الدينية‬
‫اليهودية من ناحية التعليم (أعمال ‪ .)26 :5‬وقد عرفوا بهذا الاسم‬
‫الخاص في عهد يوحنا هركانوس‪ ،‬أحد عظماء أشراف اليهود في‬
‫القرن الثاني قبل الميلاد‪ .‬وكان هركانوس من تلامذتهم‪ ،‬ولكنه تركهم‬
‫فيما بعد والتحق بالصدوقيين‪ .‬ولا شك أن الفريسيين في أول عهدهم‬
‫كانوا من أنبل الناس ُخل ًقا وأتقاهم تدينًا‪ ،‬غير أنه على مر الزمن‪،‬‬
‫خجل حزبهم ممن كانت أخلاقهم دون ذلك‪ ،‬إلى أن فسد جهازهم‬
‫واشتهر معظمهم بالرياء‪ ،‬لدرجة أن يوحنا المعمدان دعاهم “أولاد‬
‫الأفاعي”‪ ،‬كما وبخهم السيد المسيح بشدة من أجل ريائهم وادعائهم‬
‫القداسة والبر واهتمامهم بقشور الدين دون الجوهر‪« ،‬فإني أقول‬
‫لكم إنكم إن لم يزد ِب َّركم على الكتبة والفريسيين لن تدخلوا ملكوت‬
‫السماوات» (متى ‪« .)20:5‬وقال لهم يسوع انظروا وتحرزوا من‬

                 ‫خمير الفريسيين والصدوقيين» (متى ‪.)3(»)6:16‬‬
‫ودخول (ملكوت السماء) في المسيحية لا يقتصر على نسل إبراهيم‬
‫وإسحاق ويعقوب فقط‪ ،‬ولكنه مكافأة للمؤمن وإن كان من غيرهم‪،‬‬
‫بل إن بعض نسلهم قد ُيلقى خارج الملكوت بحسب قوة إيمانه أو‬
‫انعدام إيمانه‪ ،‬فقد جاء في إنجيل متى‪ -‬الإصحاح الثامن (مت ‪:8‬‬

                            ‫‪188‬‬
   183   184   185   186   187   188   189   190   191   192   193