Page 183 - b
P. 183
الخروج الإصحاح ( ،)32حيث تأخر موسى عند يهوه ،فطلب بنو
إسرائيل من هارون أن يصنع لهم آلهة «تسير أمامنا» ،فطلب منهم
أن يجمعوا الذهب الذي بجوزتهم هم وزوجاتهم ،ففعلوا ،فقام
بصهر الذهب وصنع منه العجل الذهبي « فقالوا :هذه آلهتك يا
إسرائيل التي أصعدتك من أرض مصر .فلما نظر هارون بنى مذب ًحا
أمامه ،ونادى هارون وقال :غ ًدا عي ٌد للرب .فب ِّكروا في الغد وأصعدوا
محرقات وقدموا ذبائح سلامة .وجلس الشعب للأكل والشرب ثم
قاموا للعب”.
الدهشة هنا كبيرة ج ًّدا لتصرف (وزير) النبي الذي صنع إل ًها
ذهبيًّا غير الرب (يهوه) ،وهو ما يعني أنه ليس مؤمنًا بالرب بقلبه
ولا مصد ًقا أخيه موسى ،ومن بني إسرائيل الذين رأوا موسى -بأمر
الرب إلهه -يلقي عصاه فتصير حية تأكل ثعابين السحرة ،ويشق
البحر بعصاته ليخرجوا من بين الماء الساكن ،ثم يغرق فرعون
وجنوده ،والذين رأوا الرب (يهوه) جهرة ،فخافوا ،وقالوا لموسى أن
يذهب هو وحده ليكلمه ثم يأتي لهم بما قال ،وبعد كل ذلك يطلبون
أن ُتصنع لهم آلهة تسير أمامهم ،ويقولون إنها التي أخرجتهم من
مصر! فإما أنهم لا يعرفون التقوى ولا الإيمان ،أو أن الرواية ليست
صحيحة ،مع أنها وردت في القرآن أي ًضا« :وإذ واعدنا موسى أربعين
ليل ًة ث َّم ا َّتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون ،ث َّم عفونا عنكم من بعد
ذلك لعلَّكم تشكرون (البقرة.)52 ،51 :
لكن الدهشة الأكبر في التعامل بين موسى و(يهوه) في نفس
الإصحاح ،وسأنقل فقرات منه« :فقال الرب لموسى :اذهب انزل.
لأنه قد فسد شعبك الذي أصعدته من أرض مصر .زاغوا سري ًعا عن
الطريق الذي أوصيتهم به .صنعوا لهم عج ًل مسبو ًكا ،)...( ،وقال
الرب لموسى :رأيت هذا الشعب وإذا هو شعب صلب الرقبة .فالآن
اتركني ليح َمى غضبي عليهم وأفنيهم ،فأصيِّ ُر َك شعبًا عظي ًما» .أي
183