Page 181 - b
P. 181
-3مرة واحدة في الإصحاح الثالث عشر الآية ( )10ونصها:
«فرفع لوط عينيه ورأى كل دائرة الأردن أن جميعها سقي قبلما
أخرب الرب سدوم وعمورة كجنة الرب كأرض مصر حينما تجيء
إلى صوغر» ،وهي لا تتحدث عن (الجنة) نفسها ،وإنما عن الأردن
التي (مثل الجنة) ،وسياقها أن إبرام ولوط كانا صديقين وغنيين
ج ًّدا ،كل منهما يملك أغنا ًما ومواشي مختلفة كثيرة ،ولكل منهما
رعاة ،وقد اختلف هؤلاء الرعاة وتشاجروا ،فقال إبرام للوط إنه لا
يريد أن يتخاصما بسبب تخاصم رعاتهما ،وإن أرض الرب واسعة،
وعليه أن يختار وجهته ،فإن ذهب يمينًا سيذهب إبرام يسا ًرا..
والعكس ،فنظر لوط حوله واختار الأردن لأنها مثل (جنة الرب)،
يقصد أن بها أشجا ًرا وبساتين.
كما وردت في سفر العدد ( )6 :24كالآتي“ :كأودية ممتدة
كجنات على نهر كشجرات عود غرسها الرب كأرزات على مياه»،
وفي الآية التي تسبقها ( )5 :24يقول «ما أحسن خيامك يا يعقوب،
مساكنك يا إسرائيل!» ،أي أن النص يصف خيام يعقوب ومساكن
إسرائيل كأنها الجنة ،ولا يتحدث عن الجنة نفسها كمكافأة للمتقين.
الكلمة العبرية التي تم ترجمتها إلى (جنة) باللغة العربية ،هي
( ַגּן) ،وتأتي مضافة إلى كلمة أخرى ( ְ ּב ַגן־ ֵע ֶדן) ،أي (جنة عدن)
وهي الحديقة الإلهية التي ُخلق فيها آدم وسكنها حتى تم إخراجه
منها ،وإنما ترجمت إلى (جنة) في العربية بفعل الثقافة العربية
الإسلامية التي ترجمت كلمة (ألوهيم أو يهوه) إلى (الله) كما ينطق
العرب المسلمون اسم الخالق .ومثال ذلك ما ورد في سفر الخروج
الإصحاح الثاني الآية (“ :)15واخذ الرب الإله آدم ووضعه في جنة
عدن ليع َم َل َها ويحفظها» ،ونصها في العبرية « ַו ִ ּי ַקּח ְיה ָוה ֱאֹל ִהים ֶאת
ָֽה ָא ָדם ַו ַיּ ִ ּנ ֵחהּו ְבּ ַגן־ ֵע ֶדן ְל ָע ְב ָ ֖דּה ּו ְל ָשׁ ְמ ָֽרּה”ַ ( ،גּן = حديقة أو روضة
و ְיה ָוה = يهوه).
181