Page 186 - b
P. 186

‫فل َّما رأى يسوع الجموع صعد الجبل وتقدم إليه تلاميذه وقال‪:‬‬
‫«طوبى للمساكين بالروح‪ ،‬لأن لهم ملكوت السماوات‪ .‬طوبى‬
‫للحزانى‪ ،‬لأنهم يتعزون‪ .‬طوبى للودعاء‪ ،‬لأنهم يرثون الأرض‪ .‬طوبى‬
‫للجياع والعطاش إلى البر‪ ،‬لأنهم يشبعون‪ .‬طوبى للرحماء‪ ،‬لأنهم‬
‫ُيرحمون‪ .‬طوبى لأنقياء القلب‪ ،‬لأنهم يعاينون الله‪ .‬طوبى لصانعي‬
‫السلام‪ ،‬لأنهم أبناء الله يد َع ْون‪ .‬طوبى للمطرودين من أجل البر‪ ،‬لأن‬

                                       ‫لهم ملكوت السماوات”‪.‬‬
‫ينصح السيد المسيح أتباعه بأن يفرحوا ويضيئوا الحياة إلى‬
‫أن يصل إلى قوله‪« :‬فمن نقض إحدى هذه الوصايا الصغرى وعلَّم‬
‫الناس هكذا‪ ،‬يدعى أصغر في ملكوت السماوات‪ .‬وأما من عمل وعلَّم‪،‬‬
‫فهذا يدعى عظي ًما في ملكوت السماوات‪ ،‬فإني أقول لكم‪ :‬إنكم إن لم‬

   ‫يزد ِب َّركم على الكتبة والفريسيين لن تدخلوا ملكوت السماوات»‪.‬‬
               ‫وباستقراء هذا النص نتوقف أمام ثلاثة ملامح‪:‬‬

‫‪ -1‬بالرغم من أن السيد المسيح يختص (المساكين بالروح)‬
‫و(المطرودين من أجل البر) بأن لهم (ملكوت السماء)‪ ،‬مقابل مكافآت‬
‫أخرى لفئات أخرى‪ :‬الحزانى‪ /‬يتعزون‪ ،‬الودعاء‪ /‬يرثون الأرض‪،‬‬
‫الجياع والعطاش‪ /‬يشبعون‪ ،‬الرحماء‪ُ /‬يرحمون‪ ،‬أنقياء القلب‪/‬‬
‫يعاينون الله‪ ،‬صانعو السلام‪ /‬أبناء الله يد َع ْون‪ .‬بالرغم من هذه‬
‫التفرقة غير المفهومة‪ ،‬فإن النص هنا يشير إلى مكافآت بعد الموت‪،‬‬
‫وما يؤكد ذلك أننا لو أكملنا في نفس الإصحاح سنجده يذكر (النار)‬
‫كعقاب ‪-‬وموضوع النار هو موضوع الفصل القادم‪ ،-‬يقول‪« :‬إن كل‬
‫من يغضب على أخيه باط ًل يكون مستوجب الحكم‪ ،‬ومن قال لأخيه‪:‬‬
‫ر ًّقا‪ ،‬يكون مستوجب المجمع‪ ،‬ومن قال‪ :‬يا أحمق‪ ،‬يكون مستوجب‬

                                     ‫نار جهنم” (مت‪.)22 :5 :‬‬
‫‪ -2‬أن دخول ملكوت السماء‪ ،‬أو ملكوت الرب‪ ،‬ليس متساو ًيا‬
‫عند الجميع‪ ،‬فهناك درجات مثل الدرجات التي ذكرها القرآن في‬

                            ‫‪186‬‬
   181   182   183   184   185   186   187   188   189   190   191