Page 189 - b
P. 189

‫‪“ :)11-12‬وأقول لكم‪ :‬إن كثيرين سيأتون من المشارق والمغارب‬
‫ويتكئون مع إبراهيم وإسحاق ويعقوب في ملكوت السماوات‪ ،‬وأما‬
‫بنو الملكوت فيطرحون إلى الظلمة الخارجية‪ .‬هناك يكون البكاء‬

                                            ‫وصرير الأسنان»‪.‬‬
‫وفي تفسير النص جاء‪« :‬يقول الرب يسوع في هذه الآية إن قائد‬
‫المئة هو واحد من كثيرين من غير اليهود سيأتون إلى الرب يسوع‬
‫ويأخذون منه الخلاص في ملكوت السماوات‪ ،‬لأن دخول ملكوت‬
‫السماوات يتم فقط بالإيمان الروحي‪ ،‬وليس بحسب نسب الإنسان‬
‫في الجسد‪ ،‬أي لا يتم بالوراثة‪ .‬لذلك الذين هم من الأمم‪ ،‬الذين‬
‫يأتون من المشارق والمغارب‪ ،‬أي الذين ليس لهم علاقة سابقة بالرب‬
‫يسوع لأنهم ولدوا في بيت لا يعرف الرب يسوع‪ ،‬سيأتون إلى الرب‬
‫يسوع ويتكئون في الروح مع إبراهيم وإسحاق ويعقوب في ملكوت‬
‫السماوات‪ ،‬والذين لا يؤمنون في الروح وإن كانوا من نسل إبراهيم‬
‫وإسحاق ويعقوب في الجسد‪ ،‬أو من نسل إنسان يؤمن بالرب يسوع‪،‬‬
‫لن يتكئوا معهم في ملكوت السماوات إن لم يؤمنوا ويعتمدوا بكلمة‬

                          ‫الرب يسوع الفادي حسب المكتوب»(‪.)4‬‬
‫ويشرح المسيح ماهية الملكوت في إنجيل مرقس (مر ‪-26 :4‬‬
‫‪« :)29‬وقال‪ :‬هكذا ملكوت الله‪ :‬كأن إنسا ًنا يلقي البذار على الأرض‪،‬‬
‫وينام ويقوم لي ًل ونها ًرا‪ ،‬والبذار يطلع وينمو‪ ،‬وهو لا يعلم كيف‪،‬‬
‫لأن الأرض من ذاتها تأتي بثمر‪ .‬أو ًل نبا ًتا‪ ،‬ثم سنب ًل‪ ،‬ثم قم ًحا ملآن‬
‫في السنبل‪ .‬وأما متى أدرك الثمر‪ ،‬فللوقت يرسل المنجل لأن الحصاد‬

                                                   ‫قد حضر”‪.‬‬
‫وفي تفسير النص يقول القمص أنطنيوس فكري‪« :‬القديس‬
‫مرقس هو الوحيد الذي يذكر هذا المثل «البذور التي تنمو في السر»‪،‬‬
‫وهو مقابل لمثل الخميرة‪ .‬ربما استصعب التلاميذ العمل‪ ،‬وكيف‬
‫يقدمون نو ًرا للعالم‪ ،‬لذلك يؤكد لهم السيد هنا أن العمل الكرازي‪،‬‬

                             ‫‪189‬‬
   184   185   186   187   188   189   190   191   192   193   194